
تشارك النساء في أنشطة المساحات الامنة
إن دعم المساحات الآمنة في اليمن أمر ضروري لتعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الصراع على الصمود وتحقيق الرفاه. وتوفر هذه المساحات الآمنة خدمات بالغة الأهمية مثل الدعم النفسي والفرص التعليمية والحماية للفئات الضعيفة، بما في ذلك النساء والأطفال. ومن خلال دعم هذه المبادرات، يمكننا المساعدة في ضمان استمرار هذه المساحات الآمنة في توفير ملاذ آمن حيث يمكن للأفراد التعافي والتعلم وإعادة بناء حياتهم.
يهدف مشروع الحماية الاجتماعية لتعزيز التماسك الاجتماعي في المجتمعات الضعيفة في اليمن التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والممول بسخاء من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، إلى تعزيز التماسك الاجتماعي وتوفير الدعم الأساسي للمجتمعات الضعيفة. وقد دعم المشروع ستة أماكن آمنة في محافظات عدن وحضرموت ولحج في اليمن. وتقدم منظمات مثل اتحاد نساء اليمن، ومؤسسة دعم لحماية المرأة والطفل، ومنظمة بسمة للمرأة والطفل، وجمعية بلقيس للتنمية الدعم للأشخاص المحتاجين في هذه الأماكن. وتقدم هذه المنظمات خدمات استشارية سرية لسكان المناطق المستهدفة، بهدف تحديد القضايا التي قد تؤدي إلى التوتر بين أفراد المجتمع.

يشارك أعضاء المجتمع في المحادثات في المساحة الآمنة.
بالإضافة إلى هذه الخدمات، يركز المشروع على نشر الوعي، وتعزيز قنوات الإبلاغ والشكاوى، وإقامة ورش عمل مختلفة لبناء القدرات والتثقيف. تدعم هذه الورش الصحة النفسية، وتعالج الصدمات النفسية، وتعيد بناء الثقة بالنفس، وتحسن العلاقات الأسرية، وتعزز الأدوار المجتمعية. خلال الجلسات، يجتمع الرجال والنساء من كل مجتمع لمناقشة كيفية دعم الأفراد المعرضين للخطر.
إن إشراك أفراد المجتمع في هذه المناقشات أمر بالغ الأهمية لتعزيز الفهم الجماعي لأهمية المساحات الآمنة. وتوفر هذه الجلسات منصة للحوار المفتوح، حيث يمكن للمشاركين تبادل خبراتهم ورؤاهم. ومن خلال إشراك الرجال والنساء على حد سواء، تؤكد ورش العمل على أن خلق بيئة آمنة لجميع أفراد المجتمع مسؤولية مشتركة. ويساعد هذا النهج الجماعي في كسر وصمة العار، وتشجيع الإبلاغ عن الحوادث، وتعزيز ثقافة الاحترام المتبادل والحماية.
وأوضحت ابتسام مستشارة أسرية أنها ركزت خلال جلساتها على أهمية الثقة بالنفس لدى السيدات اللاتي زارن جمعية بسمة للمرأة والطفل، مشيرة إلى أن تعزيز الثقة بالنفس خطوة أساسية في إعادة بناء حياة صحية ومستقرة، وقدمت تمارين عملية لتعزيز الثقة، مثل تقنيات التفكير الإيجابي وتأكيد الذات، كما تحدثت عن كيفية تحسين العلاقات الأسرية، خاصة في حالة الأبناء أو الزوجين، مؤكدة على أهمية الحوار والاحترام المتبادل، وأضافت: "اختتمت جلستي بعرض أمثلة وتجارب حية لسيدات استطعن بناء علاقات أسرية أكثر صحة".

جلسة توعية للنساء حول كيفية دعمهن من خلال المساحات الآمنة.
إن دعم المساحات الآمنة يمكن أن يحدث تأثيرًا كبيرًا، ويعزز الشعور بالأمن والأمل في مجتمعات أكثر تماسكًا في اليمن. معًا، يمكننا تعزيز هذه الموارد الحيوية والمساهمة في التعافي والتنمية المستمرة في المنطقة.
يؤكد صالح وهو يعمل كالعامل اجتماعي على أهمية المساحات الآمنة، قائلا: "من خلال هذه الجهود، نبني مجتمعات آمنة ومزدهرة للجميع".
***
يهدف مشروع "الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني" إلى المساهمة في الحد من الضعف وتعزيز قدرة المجتمعات المستهدفة المتأثرة بالأزمة في اليمن على الصمود والتماسك الاجتماعي من خلال خلق سبل كسب العيش المستدامة وتعزيز مبادرات بناء السلام. ويتم تمزيل المشروع من قبل وبدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يستهدف المشروع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والشباب واليمنيين العاطلين عن العمل والفئات المهمشة مثل المهمشين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة في ست مديريات في محافظات عدن وحضرموت ولحج. ويشجع المشروع مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي على المستوى المحلي في تحديد أولويات المجتمع وتنفيذ المبادرات التي تعالج الضعف في مواجهة الصدمات والأزمات.