رحلة مشروع إحسان من الحلم إلى الواقع، تجسيد لروابط الأخوة
27 نوفمبر 2024
لطالما حلمت إحسان بتأسيس مشروعها الخاص، لكن تحديات الحياة اليومية في اليمن جعلت الأمر يبدو مستحيلاً. ومع استمرار الصراع المطول الذي أثر على الاقتصادات المحلية لمدة تقرب من عقد من الزمان، فإن تحقيق سبل العيش المستدامة في اليمن ليس بالمهمة السهلة.
تقدمت إحسان بطلب المشاركة في مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال - المرحلة الثانية الممول بسخاء من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية والذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن مع الشريك المحلي، وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر.
من خلال المشاركة في برنامج تدريبي مبتكر في مجال معالجة الصناعات الغذائية، تمكنت إحسان من الوصول إلى مصدر دخل متنوع وفرصة عمل وتحقيق الاستقلال المالي وفي نهاية المطاف استفاد مجتمعها من خلال تحفيز الاقتصاد المحلي.
كان التدريب مكثفًا ولكنه مفيد. تعلمت إحسان كل شيء من الثقافة المالية إلى إدارة الأعمال، وهي المهارات التي أثبتت قيمتها عندما شرعت في رحلتها الريادية. بعد أسابيع من العمل الشاق، لم تكن مجهزة بالمعرفة التي تحتاجها فحسب، بل تلقت أيضًا منحة عينية لمساعدتها في إطلاق عملها الخاص. وبفضل هذا الدعم، افتتحت إحسان مشروعًا صغيرًا لبيع المشروبات، وهو شغف كانت تحلم به لسنوات.
لكن رحلة إحسان لم تتوقف عند هذا الحد. كانت شقيقتاها آية والاء مصممتين على مساعدتها على النجاح. عندما تمت دعوة إحسان للمشاركة في البازار المحلي للمشروع لعرض منتجاتها، شعرت بأنها غير متأكدة من جاهزيتها.
"عندما أخبروني لأول مرة عن البازار، قلت لا. لن أشارك - إنه أمر مرهق، ولا أعرف ماذا أفعل "، تتذكر إحسان. ومع ذلك، تدخلت أخواتها لتشجيعها. قالوا، "سنساعدك. سوف ندعمك ونذهب معك". "أعطاني ذلك الدافع للمحاولة. جلسنا، وخططنا لكل شيء معًا، ووضعنا قوائم بما نحتاجه، وحتى ذهبنا إلى السوق معًا لشراء الفواكه والزبادي والإمدادات الأخرى. أعطى كل منهم رأيه، وشعرت بالحافز حقًا. أردت أن أثبت قدراتي، وأن أظهر للجميع ما يمكنني فعله وأن أجعل الناس على دراية بمشروعي."
كانت إحسان لا تزال قلقة، لكن آية عرضت عليها دعمها: "من هنا فصاعدًا، ستثبتين نفسك. سيعرفك كثير من الناس، وستجدين المزيد والمزيد من الزبائن".
بتشجيع من شقيقاتها، قبلت إحسان تحدي البازار. كانت آية وآلاء بجانبها طوال الوقت، وساعدتاها في إعداد الكشك، وترتيب مشروباتها بعناية. وعلى مدار اليوم، تفاعلتا مع الزبائن، وشاركتا قصة إحسان والتفاني الذي بذلته في كل منتج.
كان إيمان آية بإمكانيات أختها راسخاً. "لقد قدر لك أن تكوني امرأة تعتمد على نفسها، مشهورة بعملك الخاص. لا شيء مستحيل في الحياة. يمكنك توفير المال وتصبحي سيدة أعمال لأن لا أحد مثلك. أنا متأكدة من هذا، تمامًا مثل اسمي، وأتمنى لك النجاح طوال حياتك".
رددت آلاء هذه المشاعر: "استمري في مشروعك، وستجدين النجاح في المستقبل. لا تقلقي بشأن ما يقوله الناس. كوني قوية، بغض النظر عن العقبات. "إذا سقطت، فسوف تكون أخواتك هناك لمساعدتك على النهوض من جديد، أقوى من ذي قبل. وفي يوم من الأيام، سيكون لديك سلسلة من المطاعم."
أصبحت قصة إحسان منذ ذلك الحين منارة للأمل والإلهام للنساء الأخريات في مجتمعها، حيث أظهرت لهن أنه باستخدام الأدوات المناسبة ونظام الدعم القوي، يمكنهن أيضًا تحقيق أحلامهن.
***
يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١٥٣٣ شاب وشابة في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم المنتجة في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزراق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المشاركين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذي والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.