تدعم البازارات المحلية تنمية سلسلة القيمة والتمكين الاقتصادي للشباب في اليمن

7 أكتوبر 2024
a couple of people that are talking to each other

بازار في مديرية المكلا بمحافظة حضرموت

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

إن الوضع الاقتصادي المتوتر بالفعل في اليمن يتفاقم بسبب العديد من الصعوبات، بما في ذلك التعافي الاقتصادي البطيء وضعف البنية التحتية. ويواجه الشباب تحديات هائلة، مع محدودية الوصول إلى التعليم وفرص العمل والموارد الأساسية. وفي مثل هذه البيئة الصعبة، فإن الفرص المتاحة للشباب والشابات لبناء سبل عيش مستدامة نادرة، مما يجعل المبادرات  الرامية لدعم التدريب على المهارات المهنية والتجارية أمرًا بالغ الأهمية.

بتمويل سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن مع شريك محلي، وكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر سلسلة من البازارات لدعم رواد الأعمال اليمنيين الشباب في إطار مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال المرحلة الثانية.

a group of people standing in front of a crowd posing for the camera

بازار في مديرية المكلا بمحافظة حضرموت

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

إن البازارات التي يتم تنظيمها كجزء من هذا المشروع ليست مجرد أحداث؛ بل إنها بمثابة شريان حياة لهؤلاء الشباب من رواد الأعمال اليمنيين. وفي بلد حيث أسواق العمل التقليدية غير موجودة تقريبًا، توفر هذه البازارات فرصة نادرة لا تقدر بثمن للشباب لعرض مهاراتهم وتسويق منتجاتهم والتواصل مع العملاء المحتملين. وهي بمثابة منصة عملية للشباب لتطبيق ما تعلموه واكتساب خبرة الأعمال الحقيقية وتوليد الدخل.

يقول حازم أحد المشاركين في البازار والمتخصص في المنسوجات اليدوية من مديرية الروضة بمحافظة شبوة: " كنت أعاني من صعوبة في الترويج لمنتجاتي حتى اكتشفت البازار، حيث اتاح لي فرصة التعرف على الكثير من الناس"، وأضاف: " آمل في استمرار الدعم لتطوير مشروعي، لأتمكن من تحقيق حلمي بإنشاء معمل خاص يضم أكثر من ماكينة، ليصبح مصدر دخل أساسي لي ولعائلتي".

وفي مديرية المكلا بمحافظة حضرموت، تم تنظيم سوق نابض بالحياة لمدة يومين، لتسليط الضوء على مواهب المشاركين في مشروع التدريب المهني. وشهد هذا الحدث مشاركة 33 مشاركًا، من بينهم 18 امرأة، أتيحت لهم الفرصة لعرض منتجاتهم أمام جمهور أوسع. وكان الهدف الأساسي للبازارهو تعزيز التعرض للسوق لهؤلاء رواد الأعمال الناشئين وتزويدهم بمنصة قيمة لعرض سلعهم للعملاء المحتملين، وبالتالي تعزيز إمكانات مبيعاتهم وإنشاء روابط سوقية حاسمة. وتعد هذه المبادرة عنصرًا رئيسيًا في إطار مشروع التدريب المهني ودعم مهارات الأعمال المرحلة الثانية الأوسع نطاقًا، والذي يهدف إلى تمكين الشباب في اليمن من خلال تزويدهم بالمهارات والفرص الأساسية من خلال التدريب وتنظيم خمسة أسواق محلية.

a group of people posing for the camera

بازار في مديرية المكلا بمحافظة حضرموت

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

العميد عبدالله بايعشوت، مديرعام مديرية المكلا، شارك أفكاره حول حضور افتتاح البازار في المكلا: "ما شهدناه هنا اليوم شيء يثلج الصدر وهذه الانواع من التدخل هي جل مانحتاجه خاصة في هذه الظروف، والحقيقة سعدنا بهذا الدعم ونشكر مركز الملك سلمان على هذا التمويل والدعم لهذه الانواع من المشاريع التي تحل جزء من معاناة الناس المعيشية حيث اصبحت مصدر دخل للامهات ، ما شاهدناه اليوم شيء جميل خصوصا هذه الدورات التي تنتهي بالتمكين لتطلق المشاركين الى سوق العمل".

a group of people standing around a table

بازار في مديرية القطن بمحافظة حضرموت لتجهيز المواد الغذائية

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

مريم، إحدى المشاركات في تدريب تصنيع الأغذية بمديرية القطن بحضرموت، تحدثت عن حماسها للمشاركة في البازار: "هذه هي المرة الأولى التي أشارك فيها في مثل هذا الحدث، وأعتقد أنها فرصة رائعة للترويج لمنتجاتي وجذب عملاء جدد".

وفي مديرية القطن بمحافظة حضرموت، أقيم بازار لمدة يوم واحد، شاركت فيه 40 امراة من مشروع التدريب المهني. وكان الهدف من هذا الحدث عرض منتجاتهن المتنوعة، وتوفير منصة قيمة لهؤلاء النساء الموهوبات بمنصة لعرض بضائعهن على العملاء المحتملين. ولم يعزز البازار فرصهن في السوق وإمكانات المبيعات فحسب، بل ساعدهن أيضًا في إنشاء روابط سوقية حاسمة، وتمكينهن من بناء سبل عيش مستدامة.

وأعربت أمل إحدى المشاركات في دورة تدريبية على تصنيع الأغذية بمديرية القطن بحضرموت عن سعادتها بالبازار قائلة: "المشاركة في هذا البازار فرصة عظيمة لي للتعريف بمنتجاتي من الألبان وتحسين دخلي، كما يساعدني على الوصول إلى مناطق جديدة ويسمح لمزيد من الناس برؤية منتجاتي وتجربتها، مما يزيد الطلب عليها. هذه التجربة لا تساعدني على النمو فحسب، بل تشجعني أيضًا على التفكير في افتتاح متجري الخاص في المستقبل".

a group of people sitting at a table with a cake

بازار في مديرية القطن بمحافظة حضرموت لتجهيز المواد الغذائية

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن / 2024

ويؤكد الاستاذ جعفر عبد الله البكري عميد المعهد التقني البيطري الزراعي بحضرموت وممثل مكتب التعليم الفني والتدريب المهني بالوزارة في المديرية على أهمية التسويق في نجاح المشاريع، ويقول: "التسويق عنصر حاسم لنجاح أي مشروع، ومفهوم تنظيم البازار للمشاريع الناشئة مهم بشكل خاص لأنه يولد الطلب على المشاريع المنزلية ويعزز المنافسة الصحية بين النساء لعرض أفضل ما لديهن. صناعة الأغذية تتطور باستمرار، مع اتجاهات جديدة وطلب متزايد. أعتقد أن مثل هذا البازار لا يربط النساء بالسوق المحلية فحسب، بل يساعد أيضًا في بناء علاقات مع العملاء. إنه بمثابة منصة انطلاق لهؤلاء النساء المشاركات، مما يمكّنهن من النمو والنجاح. من المهم جدًا تكرار مثل هذا البازار في مناطق أخرى".

وبمعنى أوسع، تساهم هذه البازارات في دعم الاقتصاد المحلي من خلال تحفيز الأعمال التجارية الصغيرة وتشجيع المشاركة المجتمعية. وهي شهادة على قدرة الشباب اليمني على الصمود وإمكاناتهم، وتثبت أنه حتى في أصعب الظروف مع الدعم والفرص المناسبة، يمكن للشباب قيادة التغيير الإيجابي وبناء مستقبل أفضل لأنفسهم ومجتمعاتهم.

***

يهدف مشروع التدريب المهني  ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) إلى تمكين ١٥٣٣الشباب والشابات في المناطق الريفية من اكتساب المهارات المهنية والتقنية والتجارية، وتعزيز ثقافة ريادة الأعمال لتعزيز قابليتهم للتوظيف ومشاركتهم الإنتاجية في أنشطة الانتعاش الاقتصادي والمحلي. ستساهم هذه الجهود في اكتمال الجهود الجماعية الشاملة لتحقيق الانتعاش الاقتصادي واستعادة سبل العيش لتحسين مستوى المعيشة والقدرة على الصمود بين اليمنيين. هذا المشروع ممول من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يقدم المشروع منحًا وتدريبًا فنيًا على مجموعة واسعة من المهن المطلوبة في تسع محافظات و ٢٤ مديرية: المشروع أبين (أحور وخنفر)، لحج (المقطرة، القبيطة، ردفان، رأس العارة، تبن)، عدن (دار سعد)، مأرب (مأرب)، شبوة (الروضة، مرخة السفلى ورضوم)، وحضرموت (المكلا، القطن، الشحر، تريم)، المهرة (الغيضة وحصوين)، الضالع (الضالع والأزراق)، وتعز (الشمايتين وصالة وموزع والوازعية). يهدف مشروع التدريب المهني  ودعم مهارات الأعمال (المرحلة الثانية) على التدريب على المهارات المهنية والتدريب على إدارة الأعمال، حيث سيعمل المشروع على بناء قدرات المشاركين في مجالات عديد منها: تجهيز الأغذي والمنسوجات، النول اليدوي والمهارات المهنية مثل ميكانيكا السيارات والنجارة وإصلاح الهواتف المحمولة وصيانة الأجهزة المنزلية والخدمات البيطرية  وتركيب أنظمة الطاقة الشمسية وصيانتها.