تفاوت كبير في أداء الدول العربية: الإمارات في المركز ١١ واليمن ١٥٠، من ١٥٤ دولة
إطلاق نتائج «مؤشر المعرفة العالمي 2021» في إكسبو دبي
13 ديسمبر 2021
- سويسرا الأولى عالمياً تلتها السويد ثمَّ الولايات المتحدة وفنلندا وهولندا
- الإمارات الثاني عالمياً على مؤشر الاقتصاد، والـ 11 عالمياً والأولى عربياً على مؤشر المعرفة
- ١٥٤ دولة تشارك في نسخة 2021 من المؤشر
دبي: أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة اليوم، نتائج «مؤشر المعرفة العالمي 2021» وذلك في نسخته الخامسة على التوالي، والذي يهدف إلى قياس المعرفة على مستوى العالم كمفهوم شامل مرتبط بشكل وثيق بالتنمية المستدامة وبمختلف أبعاد الحياة الإنسانية المعاصرة. ويأتي المؤشر تحت مظلة الشراكة بين مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال «مشروع المعرفة».
وفي نسخة هذا العام، شمل مؤشر المعرفة 155 متغيراً، جرى انتقاؤها من بين ما يزيد على 40 مصدراً وقاعدة بيانات دولية؛ منها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة «اليونيسكو»، البنك الدولي، الاتحاد الدولي للاتصالات، صندوق النقد الدولي، منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية، منظمة العمل الدولية وغيرها.
وتفصيلاً، كشفت نتائج مؤشر المعرفة للعام 2021 عن تصدُّر سويسرا المركز الأول عالمياً على المؤشر للعام الخامس على التوالي، تلتها السويد، ثمَّ الولايات المتحدة وفنلندا وهولندا. فيما حصلت الإمارات على المركز الـ 11 عالمياً والأول عربياً.
جاء ذلك خلال حفل إطلاق المؤشر الذي نظَّمه الجانبان في ملتقى الأمم المتحدة في «إكسبو 2020 دبي» بحضور كلٍّ من معالي المهندس حسين الحمادي، وزير التعليم الإماراتي، ومعالي الدكتور طارق شوقي، وزير التربية والتعليم المصري، ومعالي السيد أحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمي والريادة الأردني، وخالد عبدالشافي، مدير المركز الإقليمي للدول العربية- برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ومعالي الدكتورة فاديا كيوان المدير العام لمنظمة المرأة العربية، وسعادة جمال بن حويرب، المدير التنفيذي لمؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة، كما حضر مجموعة كبيرة من الخبراء العالميين في مجال المعرفة يمثِّلون العديد من المنظمات الدولية.
وحول الموضوع أكَّد سعادة جمال بن حويرب، سعْيَ مؤسَّسة محمد بن راشد آل مكتوم للمعرفة وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي الحثيث والمستمر للمساهمة في بناء مسارات المعرفة ضمن «مشروع المعرفة» وذلك رغم التحديات العالمية القائمة بسبب جائحة كوفيد19. فالمعرفة هي الأداة التي أسهمت في اجتياز العالم لأصعب الأوقات خلال الجائحة، ورفع نسبة حصانة المجتمعات والعودة مجدداً لممارسة الحياة اليومية بصورة طبيعية.
وأضاف سعادته: «شهد مؤشر المعرفة للعام 2021 مُشاركة موسَّعة إقليمياً وعالمياً، انطلاقاً من الاهتمام المتنامي بالمعرفة كونها محفزاً رئيساً للنمو الاقتصادي والاجتماعي، حيث شهدت قائمة الدول المشاركة في المؤشر دخول دول جديدة لأول مرة وهي العراق وفلسطين والسودان، لتنضم إلى 16 بلداً إقليمياً مُدرجاً على المؤشر».
وأظهر المؤشر للعام 2021 على الصعيد العالمي، ارتفاع عدد الدول المشاركة إلى 154 دولة، بالمقارنة مع 138 دولة في إصدار العام الماضي من المؤشر. وجاء ترتيب الدول العربية على المؤشر في إصدار هذا العام كما يلي: الإمارات في المركز (11) عالمياً، ثمَّ قطر التي حلَّت في المركز (38)، فيما نالت المملكة العربية السعودية المركز (40)، الكويت (48)، سلطنة عُمان (52)، مصر (53)، البحرين (55)، تونس (83)، لبنان (92)، المغرب (101)، الأردن (103)، الجزائر (111)، العراق (137)، السودان (145) موريتانيا (147)، واليمن (150).
من جهتها قالت دينا عساف، الممثلة المقيمة للأمم المتحدة في دولة الإمارات العربية المتحدة : «عندما يتصدّى العالم لهذه التحديات الراهنة التي تُعدُّ بمثابة مُفترق طُرُق، فإنَّ المشاركة العالمية المتزايدة في «مؤشر المعرفة العالمي» تؤكِّد كيف باتت المعرفة هي العامل الأكثر تفُرُّداً، وهذا سيساعد دول العالم على تحقيق الرخاء والارتقاء إلى الصدارة مع التركيز على الاستدامة. وفي هذا السياق، تطوَّرت سلسلة «مؤشر المعرفة العالمي» إلى مؤشر مهم ومحكم لتقييم المجتمعات ومدى نموها استناداً إلى المعرفة».
بدوره أفاد خالد عبد الشافي: «إنه لأمر مشجع أن نرى بعض البلدان العربية تتقدَّم في مؤشرات فرعية مُعيَّنة تتسم بالأهمية، كونها مؤشرات تُحفِّز المعرفة، والابتكار والتعليم، وأن نراها أيضاً تسير بخطى واثقة على طريق التطور. من جهة أخرى نرى أنَّ البلدان التي تمرُّ بأزمات عنيفة مازال لديها شوط كبير وتحديات جمة في الطريق إلى مجتمع المعرفة».
وشهدت حفل الإطلاق تنظيم جلسة نقاشية بعنوان «صنع السياسات في عصر المعرفة»، شارك فيها كلٌّ من معالي المهندس حسين الحمادي، وزير التربية والتعليم بالإمارات، ومعالي الدكتور طارق شوقي، وزيرة التربية والتعليم بمصر، ومعالي السيد أحمد الهناندة، وزير الاقتصاد الرقمي وريادة الأعمال بالأردن، ومعالي الدكتورة فادية كيوان، المدير العام لمنظمة العربية للمرأة. وتولى الدكتور هاني تركي إدارة الجلسة النقاشية.
وبلغ متوسط الأداء العالمي على «مؤشر المعرفة العالمي 2021» 48.4. وفيما يتعلَّق بالمؤشرات الفرعية للمؤشر، فكان الأداء الأفضل في المؤشر الفرعي «التعليم ما قبل الجامعي»، حيث بلغ متوسط أدائه العالمي 60.8، تلاه المؤشر الفرعي «بيئة التمكين»، وبلغ متوسط أدائه العالمي 3.55، ثمَّ المؤشر الفرعي «الاقتصاد بمتوسط أداء بلغ 9.52، ثمَّ المؤشر الفرعي «التعليم الفني والتدريب المهني» بمتوسط أداء بلغ 51.2، ثمَّ «التعليم العالي» بمتوسط أداء 46.1، ثمَّ تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بمتوسط 43.3 ، وأخيراً المؤشر الفرعي «البحث والتطوير والابتكار» بمتوسط أداء بلغ 31.4%.
وقال الدكتور هاني تركي: «استطاع «مشروع المعرفة» و«مؤشر المعرفة العالمي» على مدى السنوات تسهيل انتهاج سياسة استراتيجية ومُتطلعة للمستقبل، تُشجِّع الدول وصانعي القرارات على منح اهتمام إضافي للتنمية المستندة إلى المعرفة، ويُعدُّ هذا التحوُّل في الرؤية التنموية إلزامياً في زمن باتت
فيه الاستدامة قضية جوهرية تحتاج إلى التعامل معها على نحو سريع. ولقد أضاف مشروع «مؤشر المعرفة العالمي» قيمة هائلة إلى هذا السياق».