تعاضدت المجتمعات للحفاظ على تراثها من خلال إحياء موقع أثري آشوري
إحياء وحفظ التراث في موقع خنس الاثري
3 سبتمبر 2022
عندما تقود سيارتك حوالي أربعة عشر كيلومتراً شمال شرق منطقة شيخان في محافظة دهوك ، داخل إقليم كردستان العراق، ستصادف نهر كومل الساحر، استمر في القيادة على طول النهر، وسوف يرحب بك موقع خنس الاثري، الذي يعد من الاثرية الاشورية التي تم بناؤها حوالي 700 قبل الميلاد. تُعرف محلياً أيضاً باسم بافيان، وستكتشف على الفور منحوتاتها الصخرية.
تعتبر النقوش الصخرية والمقابر من أدق المنحوتات الصخرية القديمة في المنطقة، حيث جذب الموقع السياح وهواة التاريخ من جميع أنحاء المنطقة لفترة طويلة، كانوا يتزاحمون لرؤية الثور المجنح ومنحوتة سنحاريب والكتابات المسمارية والأنفاق، ومع ذلك، فقد أثرت سنوات عديدة من الصراع وعدم الاستقرار سلباً على السياحة في المنطقة.
يقول السيد سردار شيخ يحيى، رئيس بلدية منطقة شيخان "أن الموقع الشهير والقديم هو جزء من ماضينا العريق، ونحن بحاجة إلى العمل معاً لإعادة السياحة ومشاركة تاريخنا مع الناس".
وللمساعدة في إنعاش السياحة، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة أكتد، بدعم المجتمعات المحلية لإعادة تأهيل المرافق في الموقع، وذلك من خلال النقد مقابل العمل، ولمدة 40 يوماً تم توظيف 135 شخصاً كانوا قد نزحوا بسبب الصراع مع داعش ويعيشون الان في منطقة شيخان، حيث شمل العمل تنظيف موقع الأنقاض، وتقليم الأشجار، وتنظيف مجرى الأنفاق المائية، وتركيب المصابيح التي تعمل بالطاقة الشمسية، وتركيب مقاعد.
ويضيف رئيس البلدية السيد سردار شيخ يحيى " ان هذه المبادرة لم تعيد احياء الموقع فحسب، بل ساعدت أيضاً في زيادة دخل الأسرة، وأن مشروع النقد مقابل العمل الذي تم توفيره قد وفرّ دخلاً جيداً الى أهالي منطقة شيخان، وخاصة الأيزيديين الذين يعيشون في مخيم قريب للنازحين داخلياً".
قال ديار رشيد حسن ذو 27 عاماً، أحد المشاركين في برنامج النقد مقابل العمل "لقد منحنا هذا العمل شيئاً أكثر من أي شيء آخر، منحنا إحساساً بالانتماء للمجتمع والعمل الجماعي، ولقد عمل الناس من مختلف مجالات الحياة معاً لتحقيق ذلك".
سمع ديار عن فرصة النقد مقابل العمل من خلال إعلان على الإنترنت، حيث يقول بهذا الخصوص "لقد تم تكليفي بمسؤولية الإشراف على الآخرين، وتمكنت في هذه الفترة القصيرة من اكتساب بعض المهارات الإدارية الجيدة ". تم تهجير ديار مع عائلته خلال الصراع مع داعش. في الآونة الأخيرة، أكمل درجة البكالوريوس في إدارة الأعمال ويتطلع إلى بدء عمل تجاري خاص به.
اليوم، مع أكثر من 150 سائحاً يزورون الموقع كل أسبوع، أصبح الموقع رمزاً للأمل والتعاون.
شاهد وتعرف على المزيد:
يتم تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج الاستجابة للأزمات والصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع منظمة أكتد، وتمويل من جمهورية ألمانيا الاتحادية، والمقدمة من خلال بنك التنمية الألماني.