الدور الحيوي لرواد الأعمال من النساء والشباب في خلق سلاسل قيم مرنة في اليمن
3 يوليو 2024
حددت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم السابع والعشرون من يونيو يومًا للمؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة بهدف زيادة الوعي بمساهماتها في تحقيق أهداف الأمم المتحدة للتنمية المستدامة والاقتصادات المحلية والوطنية واستدامة سبل العيش.
لقد أدت الصدمات والأزمات المتعددة والمتزامنة إلى تغيير المشهد الاجتماعي والاقتصادي على مستوى العالم، مما جعل المؤسسات المتناهية الصغر والصغيرة والمتوسطة معرضة بشدة لخطر ارتفاع التضخم وانقطاع سلاسل القيمة. غالبًا ما تكون الشركات المملوكة للنساء والشباب أكثر عرضة للصدمات الخارجية بسبب محدودية الوصول إلى التمويل بأسعار معقولة، ودعم بناء القدرات والشراكات والأسواق وهذا غالبًا ما يعيق نمو أعمالهم ويحصر الكثير منهم في الأعمال ذات الطابع غير الرسمي أو ريادة الأعمال الضرورية ولذلك لابد أن تكون المبادرات التي تعزز القدرات وتدعم تنمية المشاريع الصغيرة والمتوسطة وريادة الأعمال للنساء والشباب في طليعة التصدي لهذه التحديات.
يعمل مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الاتحاد الأوروبي، على تمكين الملاك الصِغار والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة من خلال التدريب والمنح والقروض التي تستهدف رواد الأعمال ضمن سلاسل القيمة المختارة التي يعمل عليها المشروع جنبًا إلى جنب مع القطاع الخاص والسلطات المحلية.
إن تعزيز قدرة صغار المزارعين والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة على الصمود سوف يساعد على تقليل تأثير الصراعات والكوارث والأوبئة عليهم وستضمن استدامة أكبر لسلاسل القيمة المختارة.
إن دعم مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن لتعزيز سلاسل القيم لا يقتصر على بناء القدرات فقط، فتماشيًا مع الأولويات التنموية للسلطات المحلية، يدعم المشروع أيضًا إنشاء الأسواق ومراكز التصدير والذي من شأنه أن يعزز التنمية الاقتصادية المحلية ويخلق فرص عمل وفرص لزيادة الدخل، كما يحسن كذلك من الأمن الغذائي ويعزز الوصول إلى الأسواق المحلية والدولية، وهو ما سيؤدي في مجمله إلى تعزيز الاقتصاد في اليمن.
تقول فهيمة، رائدة أعمال من مديرية الشحر بمحافظة حضرموت ومشاركة سابقة في تدريب تعليب التونة الذي تم تنفيذه بدعم وتمويل من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن: "لقد شاركت في التدريب لأنني أردت أن أتعلم كيفية تعليب التونة في المنزل وزيادة هامش الربح الخاص بي".
تعد صناعة المعجنات التي تديرها فهيمة هي المصدر الوحيد للدخل بالنسبة لها ولأسرتها ولأختها وابنتها. كان على فهيمة شراء علب التونة لصنع معجنات التونة الشهيرة في اليمن قبل التحاقها بالتدريب، وهو ما كان يشكل ما يصل إلى 50% من تكاليف عملها.
تضيف فهيمة: "لم أتعلم كيفية تعليب التونة فقط، بل اكتسبت أيضًا المعرفة والمهارات المالية وتطوير الأعمال التي أطبقها في مشروعي. لقد ساعدتني هذه التدريبات على سد بعض الفجوات في المعرفة والمهارات التي كنا نفتقر لها نحن النساء كرائدات أعمال".
لقد أشتمل التدريب الذي استهدف 40 امرأة بدعم من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن وتمويل من الإتحاد الأوروبي على الدعم الفني في تعليب التونة، بالإضافة إلى بناء القدرات في إدارة استمرارية الأعمال، والتمويل، والمحاسبة، والتسويق بهدف ضمان استدامة سلسلة قيمة الأسماك التي يدعمها المشروع في حضرموت من خلال شبكة من رواد الأعمال.
"تذكر فهيمة أيضًا إنها عملت على نقل كل مل تعلمته إلى أختها وابنتها، واللاتي بدورهن أصبحن شريكاتها في العمل، حيث يساعدانها في تعليب سمك التونة وصنع المعجنات، بالإضافة إلى دعمها لابن أخيها، الذي يقوم بتوصيل الطلبات إلى قاعات الورش التدريبية وحفلات الزفاف.
يمتد دعم مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن لسلسة قسمة الأسماك في حضرموت ليشمل السلطات المحلية في مدينة المكلا والتي حصلت على دعم لإنشاء مركز لتصدير الأسماك والذي من المتوقع أن يتم بناءه ويكون جاهزاً للعمل بحلول نهية العام الجاري 2024 وذلك بهدف دعم الصيادين بالمعدات المناسبة والفعالة وضمان جودة المنتج والامتثال للأنظمة والقوانين الدولية وبالتي الوصول إلى الأسواق العالمية.
كما خاضت كلًا من رائدات الأعمال لطيفة وفاطمة ونسيبة، اللاتي ينتمين إلى حضرموت أيضًا، غمار التجربة بإنشاء مشروعهن الصغير لصناعة الحناء بعد أن ألتقين خلال الدورة التدريبية في إنتاج الحناء في مديرية غيل باوزير بدعم من مشروع تعزيز المرونة المؤسسية والاقتصادية في اليمن.
تقول لطيفة، إحدى رائدات الأعمال الثلاث المشاركات في هذا المشروع: "لقد ساعد التدريب الذي تلقيناه على بناء قدراتنا في صناعة الحناء وتحسين جودة منتجاتنا ومعرفتنا بالإدارة المالية، كما عزز مهاراتنا الشخصية وشجعنا على تجربة أفكار جديدة. على سبيل المثال، نحن لا نبيع الحناء ليتم استخدامها للزينة فقط، بل نصنع منها منتجات للعناية بالبشرة والشعر".
في الواقع، خصائص الحناء المميزة والمضادة للميكروبات تجعلها منتجات رائعة للعناية بالبشرة والشعر.