رحلة سارة لإنجاح مشروعها في المجتمع الساحلي لقرية العارة في اليمن

16 مارس 2025
A woman in traditional attire prepares food at a wooden kitchen counter.


في قرية العارة الساحلية التابعة لمحافظة حضرموت، تعيش سارة، وهي أم لخمسة أطفال، وتُعرف بين أهل القرية بلقب "أم خليفة" كنوع من المحبة والتقدير. وقد أطلقت سارة على مشروعها المنزلي لإنتاج الأسماك اسم ابنها الأوسط، خليفة، ليكون رمزًا لبداية جديدة في حياتها.

بدأت رحلة سارة مع مشروعها في سبتمبر 2024، عندما حصلت على منحة من مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن، الممول من قبل البنك الدولي للشرق الأوسط وشمال أفريقيا بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، والمنفذ بالتعاون مع الشريك المحلي خدمة تعزيز المشاريع الصغيرة والمتناهية الصغر .

بدون أي خبرة سابقة في الإنتاج أو التسويق أو المبيعات، بدأت سارة مشروعها من الصفر. تقول سارة: "لم يكن لدي أي فكرة عن كيفية البدء، لكنني كنت مصممة على إنجاح المشروع". وقد وفر لها مشروع  التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن تدريبًا تقنيًا وإداريًا، مكّنها من اكتساب مهارات أساسية في حفظ التونة، وتسويق المنتجات، وإدارة التكاليف. بفضل هذا الدعم، استطاعت سارة تحويل البيئة الساحلية المحلية إلى مصدر للرزق، حيث بدأت بإنتاج الأسماك المملحة، والأسماك المدخنة، والتونة من مطبخ منزلها.


التغلب على التحديات وبناء المشروع

قبل بدء مشروعها، كانت عائلة سارة تعتمد بشكل كامل على الدخل المتواضع لزوجها، الذي كان يعمل في محل حلويات. كانت العائلة تواجه صعوبات في تغطية نفقاتها اليومية، ولم تكن سارة تمتلك أي خبرة سابقة في إدارة المشاريع. ومع ذلك، وبفضل الدعم الذي تلقته من المشروع، استطاعت تحويل مطبخها المنزلي إلى مركز إنتاج ناجح. وعلى الرغم من التحديات التي واجهتها بسبب العمل في مساحة صغيرة، إلا أن سارة واصلت العمل بجد وإصرار.

أصبح زوج سارة، الذي يتمتع بخبرة واسعة في الصيد، أقوى داعم لها. فهو يساعدها في شراء المواد الخام، وتسويق المنتجات، وتوصيلها إلى المطاعم المحلية. معًا، نجحا في بناء قاعدة عملاء ثابتة، حيث يزوّدان مطعمين بشكل منتظم — أحدهما في منطقتهم المحلية والآخر في منطقة مجاورة. في المتوسط، تنتج سارة حوالي 30 منتجًا سمكيًا أسبوعيًا، وقد تصل أحيانًا إلى إنتاج 15 منتجًا يوميًا. هذا الطلب المتزايد هو دليل على جودة عملها والثقة التي بنتها مع عملائها.

Hands sprinkling salt over a tray of small fish, with salt shaker and bowl in the background.

تحويل الحياة من خلال الاستقلال المالي

لم يحسن مشروع سارة الوضع المالي لعائلتها فحسب، بل غير أيضًا ديناميكية حياتهم. أصبح دخلها الآن يسمح لها بالمساهمة بشكل كبير في نفقات المنزل وتلبية احتياجات أطفالها. تقول سارة: "في السابق، كنا بالكاد نغطي الأساسيات. أما الآن، فنستطيع توفير ما يحتاجه أطفالنا وحتى الادخار قليلًا". لقد جلبت هذه الاستقرار المالي الجديد الأمل والأمان للعائلة.

شملت المنحة التي قدمها المشروع أدوات أساسية مثل ثلاجة، وفرن، واسطوانة غاز، وأواني طهي، وخزان ثلج، مما عزز قدراتها الإنتاجية والتخزينية. كانت هذه الموارد بمثابة عامل رئيسي في توسيع مشروعها وضمان جودة منتجاتها.

رؤية للمستقبل

طموحات سارة تتجاوز مطبخها المنزلي. فهي تحلم بإنشاء ورشة عمل مستقلة في فناء منزلها، حيث يمكنها زيادة الإنتاج وتوظيف عمال إضافيين لتلبية الطلب المتزايد على منتجاتها. تقول سارة: "لم أكن أتخيل أبدًا أن أصل إلى هذه المرحلة. لكن رؤية التأثير الإيجابي على حياة عائلتي يجعلني مصممة على تطوير مشروعي أكثر من ذلك".

قصة سارة هي مثال قوي على كيف يمكن للعزيمة والدعم المناسب أن يغيرا الحياة. من خلال مشروع التنمية المستدامة لمصايد الأسماك في البحر الأحمر وخليج عدن، أصبحت سارة رائدة أعمال ناجحة ونموذجًا يُحتذى به للنساء الأخريات في مجتمعها. اليوم، تذكرنا قصة نجاح سارة بأنه بوجود الفرص المناسبة، يمكن للنساء التغلب على التحديات وبناء مستقبل أكثر إشراقًا لأنفسهن ولعائلاتهن.