تعزيز الروابط الأسرية: الأزواج في الأنبار يشاركون رحلتهم من خلال التدريب على مناهج القيم الأسرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي

17 سبتمبر 2024
a group of people posing for a picture

في العراق، يواجه الكثير من الناس خطر العنف القائم على النوع الاجتماعي، حيث تشكل النساء والفتيات أكثر من 29.5٪[1] من ضحايا العنف الأسري. في كثير من الأحيان، لا يتم الإبلاغ عن هذه الحالات بسبب الخوف من المجتمعات المحيطة بها. لذلك، فإن العنف القائم على النوع الاجتماعي، بأي شكل من الأشكال، يقف في طريق تحقيق المساواة والتنمية المستدامة والسلام الدائم، مما يخلق حواجز كبيرة أمام التقدم والتطور، خاصة لبلد مثل العراق.

في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، نعمل بشكل وثيق مع الأزواج للحد من العنف بين الشريكين ومعالجة أسبابه. وذلك من خلال تدريب ال 16 يوماً، تحدثنا الى الأزواج من الأنبار، وخاصة في الصقلاوية، الذين استفادوا من برامجنا التدريبية المصممة للتغلب على العنف وإرساء أسس الأبوة والأمومة الحديثة الخالية من العنف بهدف تربية جيل متطور وخالي من العنف


[1] المسح الاجتماعي والصحي للمرأة العراقية ومسح القوى العاملة في العراق حسب(I-WISH) 2021.

a group of people standing in front of a computer
a group of people sitting at a table


تحدثنا شذى، مسؤولة قسم المرأة في برنامج اعادة الاستقرار في العراق، رؤيتها حول تجربة التدريب: 

"عندما بدأنا هذه الدورات التدريبية قبل ثلاث سنوات، لم نكن متأكدين من نجاحها، خاصة في مجتمع مثل مجتمع العراق. لكننا رأينا تأثيراً قوياً وإيجابياً بعد أيام قليلة من بدء الدورة. مما شجعنا على توسيع وتطوير المناهج التدريبية لتشمل جميع شرائح المجتمع. حيث ساعدت التفسيرات المبسطة والطريقة التي تم بها تقديم المواد الأزواج والزوجات على فهم هذه الأفكار وقبولها ".

بعد رؤية نجاح هذه الدورات، أصبح من الواضح أن مشاركتها مع مناطق أخرى من شأنه أن يساعد في معالجة الجوانب السلبية للمجتمع العراقي وتعزيز التغيير الإيجابي.

a man looking at the camera
a man standing in front of a curtain


حيث أكد ليث الخطيب، تدربيي وأخصائي العلاقات الأسرية في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، على أهمية التدريب قائلاً: "تهدف دوراتنا إلى تزويد المتدربين بالمعرفة اللازمة لإدارة حياتهم العائلية بشكل أفضل دون عنف أو توتر. حيث تمكن أكثر من  80٪ من المشاركين في هذا التدريب من السيطرة على التوتر وخلق بيئة صحية لتربية الأطفال واستطاعوا ان يجعلوا من اسرهم بيئة مناسبة للتربية وللتغييرات الإيجابية. حيث ان هذا التدريب يعتبر أمراً بالغ الأهمية، خاصة في ظل ارتفاع معدلات العنف في العراق".

a man and a woman posing for a picture


وقد سلط نجاح هذه الدورات التدريبية الضوء على الحاجة إلى توسيعها لتشمل مجالات أخرى، ومعالجة الجوانب السلبية في المجتمع العراقي وتعزيز التغيير الإيجابي. على سبيل المثال، كان للتدريب تأثير قوي على تحول العلاقات الاسريه بين الأزواج مثل علاء كاظم وزوجته براء هادي، حيث تعلموا كيفية إدارة التوتر في مناقشاتهم من خلال الهدوء والتراجع عندما تتوتر الأمور ومن ثم العودة إلى المحادثة والنقاش بعد أن يهدء كلا الطرفين، حيث  كان لهذا التغيير تأثير إيجابي على أسرتهم، وخاصة ابنهم، الذي أصبح أكثر سعادة وسلاماً.

a person posing for the camera


كما تحدث زوجان آخران، هما عامر محمد وزوجته جيهان، عن كيفية مساعدتهما في إدارة الضغوط  والتوتر في منزلهما. كانت جيهان تغضب من أمور بسيطة، خاصة مع أطفالها الثلاثة. والآن، تستطيع التحكم في أعصابها بشكل أفضل، مما يخلق بيئة أكثر سلاماً وهدوءاً في المنزل. وأضاف عامر: "كانت حياتنا مليئة بالتحديات، خاصة مع طبيعة عملي والتعب الذي اواجهه كعامل. ولكن الآن، أعود إلى المنزل في بيئة هادئة، بفضل التغييرات التي اتبعتها زوجتي بعد التدريب، أنا ممتن للجهود المبذوله في سبيل هذا التدريب الذي أنقذ أسرتنا".

a person standing posing for the camera

 

حيدر وندى، زوجان آخران، شرحا كيف ساعدهما التدريب على فهم أشكال العنف المختلفة وتأثيرها الدائم. تعلمت ندى كيفية التعامل مع ابنتها المراهقة بشكل أفضل، مما أدى إلى تحسين علاقتهما، وبالتالي ديناميكية الأسرة بشكل عام. أدى التغيير الإيجابي في أسرتهما إلى بيئة منزلية أكثر هدوءاً.

وفقاً لحيدر وندى، فإن تحديد مشكلة العنف بين الشركاء واتخاذ الخطوات اللازمة لمنعه أمر ضروري. حيث يعتقدان أن مثل هذه الجلسات التدريبية ستساعد في الحد من العنف الأسري، مما يعود بالنفع بشكل كبير على أطفالهما.

يتم تنفيذ هذا المشروع من خلال برنامج بناء القدرة على الصمود من خلال تعزيز فرص العمل التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بفضل الدعم السخي من وزارة التعاون الاقتصادي والتنمية الاتحادية، المقدم من خلال بنك التنمية الألماني، تمكن هؤلاء الأزواج من تغيير حياتهم، وقيادة أسرهم نحو مستقبل أكثر هدوءاً وصحة. والنتيجة هي أطفال يكبرون في بيئة داعمة، وعلى استعداد للمساهمة بشكل إيجابي في المجتمع وتحويل الأحلام إلى حقيقة، ومن خلال هذه الدورات، يساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي الأسر في العراق على كسر دائرة العنف، وتعزيز نمو المجتمعات نحو حياة أكثر صحةً وسلاماً.