منتدى نساء ضد الفساد في العراق هو أول منتدى يؤسسه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في البلاد. تشارك عضوة المنتدى مريم الفرطوسي من محافظة المثنى تجربتها حول كيفية قيادة هذه المجموعة للتغيير والعمل من أجل عراق خالٍ من الفساد
كيف تشارك النساء العراقيات في محاربة الفساد
16 ديسمبر 2020
عندما دعيت مع عدد من النساء من مختلف المحافظات لنناقش مكافحة الفساد في العراق، كانت المرة الاولى التي اسمع فيها عن مناقشة دور المرأة في مكافحة الفساد وبشكل جرىء وواضح، اذ لطالما نناقش جهود الحكومة والجهات الرسمية في مكافحة هذه الظاهرة التي اصبحت منتشرة في مجتمعنا مع شديد الأسف. والاسوء من ذلك فان النساء مغيبات دائما عن الهيئات والمؤسسات المعنية بمكافحة ظاهرة الفساد المالي والاداري، حيث لم يكن هنالك توجه لدور المرأة رغم اهميته مجتمعياً. الا ان دعوة برنامج الامم المتحدة الانمائي التي اطلقت الحوار حول هذا الموضوع دفعتنا نحن النساء الى التفكير بعمق بادوارنا المتعددة وجعلتنا نثق بقدراتنا وبمدى التاثير الذي يمكن ان نحدثه في مجتمعنا. كان ذلك في صيف 2020 . منذ ذلك الوقت كنت من اوائل النساء المتطوعات للعمل في هذه القضية مع زميلات اخريات. كنا نناقش وبشكل يومي كيف ان الفساد قد حرمنا وحرم اطفالنا من الخدمات المهمة التي نحتاجها، بسبب الفساد الطرق في مدينتي غير معبدة، وبسبب الفساد ادعو الله يومياً ان لاامرض او يمرض اطفالي لعدم وجود مستشفيات جيدة، وبسبب الفساد ايضا هاجر ابن جارتي الذي لم يجد عملا ومات في البحر ومازالت أمه تبكيه منذ سنوات.
قبل هذا اليوم، لم يكن لدي حلم لان كل احلامنا تهاوت بسبب الفساد والفاسدين الذين كنا نعتقد انهم يملكون كل القوة ونحن لانملك شيء غير الاحباط واليأس. الا انني اليوم اقول وبكل قوة ووضوح ان الامل والقوة والاصرار الذي تملكه نساء العراق سيصنع الحلم بمستقبل افضل لنا ولابنائنا. ان قوة الفاسدين مزيفة وغير حقيقية ونحن بعملنا الجدي سنحاصر هذه الظاهرة بشكل يومي وسنشجع كل المجتمع لرفض الفساد والفاسدين. لذا قررت مع عدد من النساء من اعضاء المنتدى في محافظة المثنى وضع استراتيجية للعمل على نشر الوعي في المحافظة حول دور المرأة في مكافحة الفساد رغم الصعوبات والاستهزاء الذي واجهناه عندما بدأنا بطرح شعارنا باننا نساء العراق نريد وطنا بلا فساد. منذ ايلول 2020 وحتى هذه اللحظة، نحن في عمل مستمر وعلى تواصل مع صناع القرار، يسعدني القول ان محافظ المثنى شجعنا كثيرا وابدى اعجابه بشجاعة وجراة نساء العراق في التصدي لهذه الظاهرة وكذلك الاساتذة الاكاديميين العاملين في جامعة المثنى وعدد كبير من النساء الاخريات، كما ان مستشار المحافظ لشؤون منظمات المجتمع المدني في المثنى ابدى دعمه واستعداده للتعاون معنا من اجل تضامن المنظمات المحلية في العمل على ترسيخ فكرة واهداف المنتدى اثناء فعالياتهم المجتمعية لنؤسس معا لثقافة رفض الفساد .
ربما يجب ان اقول انني رغبت في التطوع للعمل مع منتدى نساء ضد الفساد لان كل اعضاءه من النساء المؤمنات بأدوارهن ولتوافق مباديء المنتدى واهدافه مع افكاري وطموحاتي في وطن بلا فساد، كما ان عملي في هذا المجال فتح امامي افاقاً جديدة من العلاقات الايجابية والافكار البناءة التي سأنفذها قريبا لخدمة المجتمع وابراز دور المرأة في مكافحة الفساد، أنا ممتنة لبرنامج الامم المتحرة الانمائي الذي يدعم النساء في كل المحافظات وفي كافة المجالات .