بغداد/أربيل- نظم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بالشراكة مع وزارة التخطيط في بغداد ووزارة التخطيط في إقليم كردستان، ورشتي عمل متتاليتين لمراجعة الخطط والسياسات ومناقشة انسجامها مع أهداف التنمية المستدامة وتحديد الأولويات. وتأتي هذه المبادرة عند محطة مهمة، هي تقديم العراق تقريره الأول عن المراجعة الوطنية الطوعية في المنتدى السياسي رفيع المستوى في عام 2019 لمشاركة خبراته في تنفيذ خطة عام 2030 وأهداف التنمية المستدامة.

وقد شاركت حكومة العراق، بدعم من شركاء تنمية عديدين، في وضع استراتيجيات وخطط جديدة تتصدى لتحديات التحول من بيئة مأزومة إلى حاضنة للتنمية المستدامة. وأعدت الحكومة العراقية خطة التنمية الوطنية (2018-2022) بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومنظمات الأمم المتحدة الأخرى. كما وضعت استراتيجية الحد من الفقر باستهداف أضعف فئات الشعب، خصوصاً في أشد المناطق حرماناً والمناطق النائية، إلى جانب "هيكلية إعادة الإعمار والتنمية (2018-2027). كذلك شاركت الحكومة في وضع "رؤية 2030" التي تتواءم مع خطة 2030 للتنمية المستدامة وأهداف التنمية المستدامة وتحدد وتعالج أولويات التنمية الاستراتيجية على المدى المتوسط والطويل.

شارك في ورشة العمل التي استمرت يومين في بغداد (3-4 تشرين الأول (أكتوبر) 2018) أكثر من 60 مختصاً وممثلاً من مختلف الوزارات ومنظمات المجتمع المدني، لتقييم ومناقشة مواءمة خطة التنمية الوطنية (2018-2022) ومشروع رؤية العراق 2030 مع غايات أهداف التنمية المستدامة ومؤشراتها. وحضر ورشة أربيل التي استمرت يومين (7-8 تشرين الأول (أكتوبر) 2018) 20 ممثلاً من مختلف الوزارات وناقشوا مواءمة رؤية إقليم كردستان العراق 2020 (إقليم كردستان العراق: رؤية من أجل المستقبل) وخارطة طريق الإصلاح الاقتصادي الجديدة التي وضعتها حكومة إقليم كردستان، والمستلهمة من منظور أهداف التنمية المستدامة.

وأثناء ورشتي العمل، قام خبراء من المركز الإقليمي لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وفريق النمو الشامل والتنمية المستدامة في عمَّان (الدكتورة نتالي ميلباش بوشيه رئيسة الفريق، والاختصاصي السيد فيكادو تيريفي) بإطلاع المشاركين على التقييم المتكامل السريع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، وهي أداة تستخدم حالياً في أكثر من 60 بلداً لتقييم مستوى المواءمة بين أهداف التنمية المستدامة ومؤشراتها والأولويات الوطنية ضمن السياسات الحالية وأطر التخطيط على المستويين الوطني والمحلي. وقدم الخبراء النتائج الأولية للتقييم المتكامل السريع لخطة التنمية الوطنية (2018-2022) في العراق ورؤية 2030 في العراق، وكذلك رؤية 2020 في إقليم كردستان العراق. وتشير هذه النتائج الأولية إلى وجود درجة كبيرة من الانسجام بين الأولويات الاستراتيجية بين رؤيتي وخطط وأهداف التنمية المستدامة في العراق وإقليم كردستان، بما في ذلك التركيز الكبير على الشعب وقضايا الرفاهية، فضلاً عن المؤسسات الفعالة والمسؤولة (الهدف 16 من أهداف التنمية المستدامة). إلا أن هناك بعض الثغرات، مثل قضايا التشاركية والاستدامة البيئية وهي قضايا جديرة بالاهتمام، إلى جانب جهود تعزيز توفر مؤشرات الرقابة. ونظمت جلسات لمجموعات تناقش هذه النتائج وتتيح للمشاركين تعميق معرفتهم بأهداف التنمية المستدامة وتساعدهم في ربط خططهم وتنسيقها مع أهداف التنمية المستدامة من خلال التقييم المتكامل السريع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

وأثبتت هذه الممارسة أيضاً أهميتها الكبيرة في زيادة الوعي بمسؤوليات تنفيذ أهداف التنمية المستدامة والحاجة لتعزيز التنسيق بين القطاعات. وفي بغداد، جرى أيضاً تعريف المشاركين بمنهجيات مختلفة لتحديد أولويات أهداف التنمية المستدامة عند وضع أولويات العمل على هذه الأهداف.

وقال الدكتور ماهر جوهان وكيل وزارة التخطيط العراقية: "نشيد بجهود برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لدعم الحكومة في إطلاق رؤية العراق 2030 وإعداد التقرير الوطني الطوعي الذي سيقدم في المنتدى السياسي رفيع المستوى عام 2019". وقالت السيدة سندس عباس، ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في بغداد أن "مواءمة أهداف التنمية المستدامة وغاياتها ومؤشراتها مع خطة التنمية الوطنية 2030 في العراق هي خارطة طريقنا لتنفيذ أجندة أهداف التنمية المستدامة في العراق".

ومتابعة لورشتي العمل، سيتم اعتماد وتدعيم النتائج الأولية للتقييم المتكامل السريع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي من قبل قطاعات الجهات المستفيدة الوطنية وفي حكومة إقليم كردستان العراق، وكذلك في ضوء وثائق استراتيجية أخرى. وستوزع النتائج وتستخدم في زيادة تناغم رؤية العراق 2030 مع أهداف التنمية المستدامة. وهي ستساهم في صياغة رؤية جديدة لإقليم كردستان العراق متوائمة مع أهداف التنمية المستدامة. كما سيساعد التحليل العراق في إظهار أسلوب إدراج هذه الأهداف في السياسات الأساسية وهيكليات التخطيط ضمن تقرير العراق عن المراجعة الوطنية الطوعية في المنتدى السياسي رفيع المستوى للأمم المتحدة في عام 2019.

للمزيد من المعلومات، الاتصال:

سندس عباس، خبيرة النوع الاجتماعي. (هـ): 009647801976464