سهل نينوى، الممتد على ضفاف نهر دجلة، منطقة عراقية غنية جداً بثقافتها بفضل مجتمعاتها متعددة الأديان. وقد أقام برنامج الامم المتحدة الانمائي في برطلة في 6 حزيران (يونيو) 2021، احتفالا بالشراكة مع جمعية التحرير للتنمية ومؤسسة وصل تصل، يبرز قوة التنوع حضره قادة دينيون وأفراد من مختلف الأعراق والفئات الدينية في المنطقة. وتأتي هذه الفعالية في إطار نشاطات برنامج تعزيز التماسك المجتمعي التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق الذي يعمل على تمكين قادة المجتمع المحلي من ذوي المهارات من التواصل مع المجتمع، وحل النزاعات، وتصميم وإطلاق مبادرات مجتمعية، لتمكين أفراد المجتمع المؤثرين لتسهيل نشر رسالة السلام والتعايش. يغطي البرنامج محافظات نينوى، والأنبار، وصلاح الدين، وديالى، وكركوك بدعم سخي من حكومة الدنمارك.
تنتمي مريم، من بغديدا بقضاء الحمدانية، إلى فرقة تراثية للأزياء الشعبية السريانية والرقص الشعبي. شاركت مريم في عدد من المهرجانات والفعاليات المجتمعية على مستوى المحافظة والبلد كله لإلقاء الضوء على ثقافة وأزياء بغديدا. تقول مريم: "هذه فرصة مهمة جداً كي نبرز هويتنا التاريخية والثقافية، ونتعرف على الثقافات المعاصرة في محافظة نينوى والعراق كله".
نينوس، فنان تشكيلي من بغديدا بقضاء الحمدانية، عمل على إعادة تشكيل رموز الحضارة التي دمرها تنظيم الدولة الإسلامية فاستخدم النحت والرسم في أعماله الفنية. يعبر نينوس من خلال الرسم عن الحضارة الآشورية التي صمدت بجهود أهل نينوى رغم المحاولات الماضية لتدميرها. يقول: "تمكنا عبر رسومنا من أن نبعث رسالة تقول إن نينوى مدينة تنوع وحضارة وتاريخ".
رافال، 15 عاماً، من حي الكفاءات في الموصل، أتت بلوحاتها إلى الاحتفال. تقول رافال: "علينا أن نتحد في هذه المرحلة ونحافظ على تماسكنا ونملأ مدينتنا بالأعمال الفنية كي نزيل آثار الحرب".
وتقول سحر، التي تعمل في الحرف اليدوية وتزيين الصالات وحفلات الزفاف والمناسبات: "توفر فعالية اليوم حيزاً آمناً لمشاركة النساء في بناء مجتمع السلم".
وتقول شتات، من قضاء بعشيقة: "عشت خمسين سنة مع أسرتي وإخوتي، ولا يمكن أن يسيء شيء لهذا الحب الذي يجمعنا ويقربنا من بعضنا. أنا شاركت في هذا الاحتفال لأظهر للناس أننا يد واحدة وأن تنظيم الدولة الإسلامية لن يفرقنا".
قدمت أشواق وسوزان، من بهزاني، أطباقاً شهيرة من مأكولات بهزاني. تقول سوزان: "كانت هذه فرصة رائعة لنا لنشارك مع إخوتنا وأخواتنا من كافة أنحاء نينوى ونعزز هذا التنوع الذي يثري بلدنا ومحافظتنا".
وتضيف أشواق: "هناك بعض الأطباق لا توجد إلا في بعشيقة. ومن خلال مشاركتنا، سلطنا الأضواء على هذه الأطعمة وشرحنا طريقة صنع هذه الأطباق التاريخية".
أزهر، 22 عاماً، ناشط مجتمعي من قرية تل اللبن، قضاء الحمدانية، يعمل في ميدان تعزيز السلم والتماسك المجتمعي مديراً فنياً "لمركز المنظمات الديمقراطية". يقول أزهر: "علينا أن نتحد جميعاً في هذه المرحلة من أجل عراق موحد واحد، لإزالة آثار الحرب، ونساهم في تعافي نينوى، وتعزيز السلام إلى الأبد".
أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق عام 2020 برنامجاً لتعزيز التماسك المجتمعي مدته خمس سنوات خاصاً بتعزيز وجود مجتمعات اكثر قوة وسلما و تماسكاً في كل أنحاء العراق.