نيويورك ، - أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) خطة طموحة جديدة لمساعدة البلدان على تسريع وتيرة التقدم على مدى السنوات الأربع المقبلة في مجال المساواة بين الجنسين وتحقيق أهداف التنمية المستدامة العالمية (SDGs). تهدف استراتيجية المساواة بين الجنسين 2022 - 2025 إلى إطلاق العنان لإحراز تقدم لملايين من النساء والفتيات في 170 دولة وإقليمًا يعمل فيها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.

تُبنى الاستراتيجية على المساواة بين الجنسين كواحدة من أقوى حلول التنمية. وتهدف إلى تجاوز الجهود الجزئية ومساعدة البلدان بدلاً من ذلك على تغيير هياكل السلطة والأنظمة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية التي تديم التمييز.

تأتي الخطة الجديدة في ظل لحظة حرجة من الأزمات والمخاطر التي تؤثر على العالم وعلى التنمية. فهناك أزمة المناخ، وكوفيد- 19، فضلاً عن كل التحديات الإنسانية والتنموية تقريبًا التي هي أسوأ بالنسبة للنساء، فقط لأنهن نساء. فخلال الوباء، كانت النساء أكثر عرضة لفقدان وظائفهن، حيث شكلن 39 في المائة فقط من العمالة العالمية 54 في المائة من فقدان الوظائف. حتى قبل الوباء، تعرضت 1 من كل 3 نساء في جميع أنحاء العالم للعنف ا لجسدي أو الجنسي، وقد ارتفع هذا في العديد من البلدان خلال وباء كوفيد- 19 . ولم تكن تشكل النساء في أي وقت من التاريخ أكثر من 10 في المائة من قادة حكومات العالم.

يؤثر عدم المساواة بين الجنسين أيضًا على الرجال والفئات المتضررة الأخرى. بالنسبة للرجال، على سبيل المثال، يمكن للأعراف الجنسانية الصارمة أن تغذي السلوكيات المحفوفة بالمخاطر التي تؤدي إلى العنف وسوء الحالة الصحية وانخفاض متوسط العمر المتوقع.

كما صرح مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، أكيم شتاينر قائلاً "مع توقف التقدم نحو تحقيق المساواة بين الجنسين، ستو جهنا الاستراتيجية الجديدة الطموحة للمساواة بين الجنسين لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في جهودنا لدعم البلدان لتنفيذ التغييرات الهيكلية التي تضرب جذور هذا التفاوت الأكثر انتشارًا - بما في ذلك الجهود المبذولة لمعالجة العنف القائم على النوع الاجتماعي وتعزيز التمويل لتوسيع الوصول إلى الحماية الاجتماعية". "في الواقع، تعمل أسرة الأمم المتحدة بأكملها معًا لضمان حصول النساء والفتيات على دور هام على طاولات صنع القرار في جميع أنحاء العالم حتى يتمكنوا من اتخاذ الخيارات الشجاعة اليوم لتحقيق غد مستدام وأخضر ومتساوٍ."

تدعم استراتيجية المساواة بين الجنسين 2022 - 2025 البلدان والمجتمعات لتسريع التقدم في مجال المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. وتهدف إلى دعم المؤسسات العامة لتقديم جيل جديد من السياسات التي تقلل من المعايير السلبية للنوع الاجتماعي. كما سنساعد البلدان على منع العنف القائم على النوع الاجتماعي والاستجابة له، وتمكين الشبكات الشعبية للنساء من التعبير عن آرائهن وتأثيرهن، وتعزيز الاستثمار العام والخاص لتحقيق المساواة بين الجنسين. كما تحدد الاستراتيجية كيف يمكن لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي أن يواصل دفع المساواة بين الجنسين في داخل المنظمة.

على وجه الخصوص، تركز الاستراتيجية الجديدة على:
• التزام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالقضاء على الفقر والمساهمة في اقتصادات المساواة بين الجنسين والتمكين الاقتصادي للمرأة، ومرافقة البلدان لتنشيط الحوكمة الشاملة التي تعزز قيادة المرأة ومشاركتها في الانتخابات والمؤسسات العامة.
• إحداث فرق في حياة الملايين من الأشخاص، بما في ذلك من خلال مساعدة النساء على الوصول إلى الطاقة، ودعم البلدان لتوسيع خدمات الرعاية، وإطلاق المزيد من الموارد العامة والخاصة للمساواة بين الجنسين، وضمان الأمن الاقتصا دي للمرأة والتعافي في أوقات الأزمات.
• ضمان ثلاثة عوامل تمكينية لتسريع التغيير تتمثل في - التحول الرقمي، والابتكارات، وتمويل أهداف التنمية المستدامة.
• الدفع إلى إقامة شراكات قوية، لا سيما مع المنظمات النسوية والنسائية، وكذلك مع منظمات الأمم المتحدة الأخرى والحكومات والقطاع الخاص.
• الدعوة إلى دعم تنظيمي قوي داخل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال الحد الأدنى من أهداف الموارد ودفع القادة للعمل بطرق جديدة ووضع تقاسم السلطة موضع التنفيذ.

وصرح رئيس قسم المساواة بين الجنسين في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، راكيل لاغوناس ديل آمو قائلاً "تستجيب هذه الإستراتيجية إلى الانعكاسات حول شاغلين رئيسيين: لماذا كان التقدم نحو المساواة بين الجنسين بطيئًا للغاية، بل حتى كان يسير في الاتجاه المعاكس؟ وما الذي يمكن أن يفعله برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على أفضل نحو استجابة لذلك؟". "عدم المساواة بين الجنسين مسألة أساسية تتعلق بالسلطة، ويتوقع شركاؤنا أننا سنساعد في فتح نقاشات صعبة حول اختلال موازين السلطة وتوزيع الموارد. نعتقد أن خطتنا طموحة لكنها قابلة للتنفيذ".
يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي على المساواة بين الجنسين في جميع مناطق العالم. وساعد هذا الدعم الطويل الأمد البلدان على إحراز تقدم نحو المساواة بين الجنسين وتمكين المرأة. ففي عام 2021 ، على سبيل المثال، ساعد برنامج الأمم المتحدة الإنمائي 73 دولة على توسيع أنظمة الحماية والرعاية الاجتماعية المراعية للمنظور الجنساني.

كجزء من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وعد المناخ ، قدمت 96 في المائة من 92 دولة خطط عمل وطنية بشأن المناخ العام الماضي تضمنت شروطًا تتعلق بالنوع الاجتماعي. كما دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي تسجيل 38 مليون شخص للتصويت بين 2018 - 2021 ، 80 في المائة منهم من النساء.
تُعد استراتيجية المساواة بين الجنسين نتيجة لعملية التنمية التي استمرت لمدة عام والتي استفادت من خبرة أكثر من 1000 شخص، بما في ذلك من 122 مكتباً قطرياً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وشركاء خارجيين.