دعم الرعاية الصحية للأمهات في ريف اليمن
8 أبريل 2024
تُواجه النساء في قرية شعب المزارية، بمديرية باجل، محافظة الحديدة، تحديات صحية تهدد حياتهن مع كل ولادة جديدة. فغياب مراكز الطوارئ التوليدية يُجبرهن على خوض غمار تجربة الولادة في ظروف بدائية، تُعرضهن لمخاطر جسيمة.
تروي ملاح ساجد، أم لستة أطفال، قصصاً مُفجعة عن معاناة النساء أثناء الولادة.
" يمتن النساء هنا أثناء الولادة، وكذلك أطفالهن. لا يوجد أطباء أو قابلات أو حتى وحدة طوارئ توليدية قريبة. يعتمدن على عدد قليل من النساء الأكبر سناً ذوات الخبرة المتواضعة في التوليد، لكن هذا ليس كافياً".
ولا تقتصر المخاطر التي تتعرض لها النساء على الولادة في المنزل، بل تمتد إلى أبعد من ذلك. حيث يشكل الوصول إلى المرافق الصحية في باجل، والتي تبعد 31 كيلومتراً، مشقة للعديد من الأسر. فوعورة الطريق وتكاليف النقل المرتفعة يقف عائقًا كبيرًا أمام الرعاية الصحية الأساسية للكثيرين من أبناء المجتمع.
ولكن، وبدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، ساعد الصندوق الاجتماعي للتنمية في إنشاء لجنة فرعية في عزلة الخلفية. حيث كانت اللجنة مسؤولةعن تحديد احتياجات مجتمعهم ووضع خطة عمل وفقًا لذلك.
ولعبت النساء الأعضاء في لجنة التنمية الفرعية دورًا رائدًا في إيصال صوت النساء الريفيات الأخريات وتسليط الضوء على الحاجة الملحة لخدمات التوليد الطارئة والولادة الآمنة. وفي نهاية المطاف، اتفق أفراد المجتمع على ضرورة بناء وحدة الطوارئ التوليدية.
وكجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن(الصمود الريفي 3)، قام الصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD) بدعم المجتمع في شعب المزارية لبناء وحدة توليد طارئة منقذة للحياة.
وعن أهمية التدخل من أجل توفير خدمات الرعاية الصحية للأمهات، يقول وليد عامر،مهندس في الصندوق الاجتماعي للتنمية: " هذا المشروع حيوي حيث يخدم مجتمعًا يضم 8000 شخص في مكان يبعد عن أي مركز طبي آخر." وأضاف: "كان الحصول على الرعاية الصحية تحديًا كبيرًا لهؤلاء السكان. والآن، تجلب هذه الوحدة الأمل والوعد بالولادة الآمنة".
وفي أثر التدخل يقول السيد علي عايش، مدير اللجنة المجتمعية في شعب المزارية : " الوحدة ستخدم الجميع وتُشعر ابناء المنطقة بالأمان." واضاف :" فرح الرجال والنساء والآباء والأمهات ببناء الوحدة الصحية، وساهم الجميع من اجل انجاح المشروع."
كما أوضح قائلاً: "لن يضطر الأهالي بعد الآن إلى الذهاب إلى الوحدات الصحية البعيدة في مديرية باجل - فوحدة الطوارئ متاحة للجميع بتكلفة نقل معقولة 3,000 ريال بدلاً من 30,000."
أدى استثمار بقيمة 230,000 دولار أمريكي إلى إحداث تحول في الوصول إلى الرعاية الصحية في 11 مديرية في محافظات تعز وأبين ولحج والمحويت والحديدة. وتضمنت المبادرة إنشاء أو توسعة خمس وحدات صحية وبناء وحدة طوارئ توليدية، مع استمرار أعمال البناء لخمس وحدات إضافية. يُمكّن هذا الاستثمار الحيوي ما يقرب من24,000 شخص في المناطق الريفية في اليمن من الوصول إلى خدمات الرعاية الصحية المحسنة.
بتمويل من الاتحاد الأوروبي وحكومة السويد، قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي والشريك المحلي، الصندوق الاجتماعي للتنمية، بتعزيز تقديم الخدمات الصحية الحيوية من خلال إنشاء مبادرات مجتمعية مدمجة وتنفيذ مشاريع صغيرة النطاق لتحسين البنية التحتية الصحية في ريف اليمن.
تم تنفيذ هذه الأنشطة كجزء من تدخلات البرنامج المشترك لدعم سبل العيش والأمن الغذائي والتكيف المناخي في اليمن (الصمود الريفي 3)، والذي يهدف إلى تعزيز قدرة المجتمعات المتضررة من الأزمات على الصمود من خلال خلق سبل عيش مستدامة والحصول على الخدمات الأساسية.