مع نزوح ما يقرب من 4 ملايين يمني بسبب الحرب منذ عام 2015، فقد العديد من الناس منازلهم ودخلهم، وهاهم اليوم يعانون الأمرين بغية تأمين المأوى وإعالة أنفسهم وأسرهم.
ولدعم المجتمعات المتضررة من الحرب وانتشال آلاف الأسر اليمنية من الفقر المدقع والبطالة، قام الاتحاد الأوروبي بتمويل مشروع الحماية الاجتماعية منذ عام 2017.
وعمل المشروع، الذي يديره برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وينفذه بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، على توفير فرص إدرار الدخل مع استعادة الخدمات المجتمعية الأساسية من خلال برامج النقد مقابل العمل.
ويسعى برنامج النقد مقابل العمل التابع لمشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) لمساعدة المجتمعات المحلية على انتشال أنفسهم من براثن الفقر واستعادة الأمل في ظل الحرب الدائرة.
القضاء على شبح الفقر
مع المجاعة التي تلوح في الأفق في اليمن الذي مزقته الحرب، قدم مشروع الحماية الاجتماعية مشروع النقد مقابل العمل في مناطق متفرقة من البلاد في عدة صور من ضمنها حدائق خضروات منزلية – بما في ذلك في قرية حبيل برق الواقعة في محافظة أبين جنوب البلاد. ويكمن الهدف من حدائق الخضروات المنزلية في تزويد المشاركين في المشروع بمصدر مستدام للدخل وفرصاً للعمل بالقرب من منازلهم، مما يساعدهم على الوقوف على أقدامهم مرة أخرى.
ويلمس سعيد علي، الذي كان مزارعاً بالأجر اليومي، التغير الذي قلب حياته رأساً على عقب بسبب الصراع، حيث عمل لما يزيد عن عامين عندما كان عمره 32 سنة لدى مزارع أخرى. ويقر سعيد قائلاً: "لم أتمكن من تلبية احتياجات عائلتي قبل مشروع النقد مقابل العمل للحدائق المنزلية."
ويسهب سعيد قائلاً: "عملت أنا وزوجتي فاطمة وجمعنا أول حصاد لنا بعد ثلاثة أشهر فقط. ونحن نقوم بزراعة البامية والطماطم والباذنجان والفلفل والفجل والبصل الأخضر والذرة، وأصبحتُ الآن قادراً على إطعام عائلتي وأقوم ببيع الفائض في السوق المحلية."
تلقى سعيد وفاطمة مبلغ 370,000 ريال يمني من برنامج النقد مقابل العمل، أنفقاها على شراء أدوات ولوازم البستنة. ويقول سعيد بكل ثقة: "لم يكن لدينا في الماضي وجبات منتظمة، ولكننا الآن نحصل على ما يكفي. فالحديقة توفر علينا الكثير من التكاليف والجهد. وها نحن نحصل على كل المنتجات الطازجة التي نحتاجها من حديقتنا المنزلية بدلاً من الذهاب إلى السوق البعيدة لشراء الطعام."
وقد دعم المشروع سعيد وأسر أخرى في تلبية احتياجاتها، وكسب دخل ثابت، والاكتفاء ذاتياً بصورة أكبر. ويضيف سعيد قائلاً وهو يعانق ابنته الصغيرة: "لولا مشروع النقد مقابل العمل، لكنت ما أزال أعاني الأمرين كي أطعم أسرتي، ولكن عوضاً عن ذلك، ها نحن نأكل من حديقتنا، ونجني المال لتوفير احتياجاتنا الأساسية. آمل أن يستمر المشروع في مساعدة غيرنا من المحتاجين."
مَوّل الإتحاد الأوربي مشروع الحماية الاجتماعية (SPCRP) في اليمن ونفّذه بالشراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي (UNDP) والصندوق الاجتماعي للتنمية (SFD). وساهم مشروع الحماية الاجتماعية، الذي بلغت تكلفته 28 مليون دولار أمريكي، في تعزيز القدرة الشرائية للمجتمعات الضعيفة مع استعادة البنية التحتية المجتمعية وتحسين الوصول إلى الخدمات الرئيسية وتقديمها من خلال توفير فرص عمل مؤقته، وتوفير معدات الطاقة الشمسية وإعادة تأهيل مرافق الرعاية الصحية، وبناء قدرات المجتمعات والسلطات المحلية.