قيادات نسائية تُحدث الفرق

بعزيمة لا تعرف التراجع ورغبة صادقة في تغيير واقع مجتمعهن، تقدمت أربع نساء قياديات لتولي أدوار محورية في مشروع مجتمعي يهدف 

كمسؤولة إدارية، تولت وِحده مهمة صياغة خطة صمود متكاملة تلبي الاحتياجات الفورية والطويلة الأجل للمجتمع. عن دورها تقول وِحده: "واجهنا العديد من التحديات، لكنني كنت أضع نصب عيني الهدف الأسمى، وهو تأمين مصدر دائم ونظيف للمياه لمجتمعنا."

برزت حياة في قيادة جهود التوعية بأهمية المشروع ودوره الحيوي. عملت على حشد الدعم المجتمعي، وتقول عن تجربتها: "لم يكن الأمر يتعلق بالماء فقط، بل بإثبات أن النساء يمكن أن يكن قائدات فعّالات في إيجاد الحلول."

نجاة لعبت دوراً جوهرياً كوسيط بين المجتمع وأصحاب المصلحة. حرصت على أن تكون جميع الآراء مسموعة وأن يكون المشروع شاملاً للجميع. تقول نجاة: "كنت أطمح لأن يشعر كل فرد بأن المشروع يمثله، خاصة النساء اللواتي لم يحظين غالباً بفرصة المشاركة في اتخاذ القرارات."

مثلّت روضة أصوات النساء والأسر في المشروع، مركزة على ضمان إعطاء الأولوية لاحتياجاتهن. تصف دورها بقولها: "هذا المشروع لم يكن مجرد بنية تحتية؛ كان شريان حياة لأطفالنا وأجيال المستقبل."

إنجازات ملهمة

بفضل الجهود القيادية للنساء الأربع، تحقق إنجاز غير مسبوق في مديرية المعافر بمحافظة تعز. تم بناء خزان مياه بسعة 5,000 متر مكعب، إلى جانب تركيب نظام ضخ يعتمد على الطاقة الشمسية، مما وفر مصدراً مستداماً وموثوقاً للمياه النظيفة. لم يقتصر تأثير المشروع على تحسين طرق وصول السكان إلى المياه، بل أظهر أيضاً قدرة النساء على التصدي للتحديات الكبرى، وقيادة التحولات المجتمعية بعزم وإصرار.

الوصول إلى المياه يفيد المجتمع بأكمله

أحدث المشروع المائي تحولاً جذرياً في حياة سكان مديرية المعافر. اليوم، أصبح أكثر من 3,500 أسرة تتمتع بإمكانية الوصول إلى مياه نظيفة وبطريقة موثوقة. أدى استخدام نظام الضخ بالطاقة الشمسية إلى التخلص من الحاجة إلى المضخات التي تعمل بالديزل، مما وفر على المجتمع ما يقارب 80 مليون ريال يمني شهرياً من تكاليف الوقود. بالإضافة إلى ذلك، انخفضت تكلفة المياه بنسبة 45٪، مما جعلها في متناول الجميع، وخاصة الأسر الأكثر ضعفاً.

تغيرت حياة النساء بشكل خاص بعد تنفيذ المشروع، حيث لم يعد عليهن قضاء ساعات طويلة يومياً في جلب المياه. هذا التغيير مكّنهن من قضاء وقت أطول مع أسرهن، متابعة تعليمهن، أو الانخراط في أنشطة مدرة للدخل. كما أن الفتيات اللواتي اضطررن إلى ترك المدرسة لمساعدة عائلاتهن على جمع المياه، تمكنّ الآن من العودة إلى مقاعد الدراسة.