بيروت: إتفقتا حكومة الصين وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان لشراكة تهدف لدعم التعافي الاجتماعي والاقتصادي ما بعد كورونا، ولا سيما استهداف النساء والشابات والشبان في إطار صندوق التعاون فيما بين بلدان الجنوب (SSCAF). وسيدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بتمويل من حكومة الصين، تطوير سبل العيش المستدامة والفرص الاقتصادية، من خلال توفير خدمات تنمية الأعمال التجارية والوصول إلى الأسواق.
يواجه لبنان حالياً أزمة متعددة الأوجه غير مسبوقة أدت إلى تفاقم سريع للوضع المعيشي للأشخاص الأكثر عرضة للمخاطر. وتكشف التقديرات، بحسب الأسكوا، أن أكثر من 55% من سكان لبنان يعانون من الفقر ويكافحون من أجل الحصول في حاجاتهم الأساسية، حيث ارتفع معدل البطالة بشكل ملحوظ، لا سيما بين الشباب والنساء. وما زال الوضع الاقتصادي والاجتماعي المتغير يزيد من تفاقم أوجه عدم المساواة والتمييز القائم على النوع الاجتماعي. ووفقا للتقرير العالمي للفجوة ما بين الجنسين لعام 2021 الذي صدر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، يحتل لبنان المرتبة 132 من أصل 156 بلدا كواحدة من أعلى الفجوات بين الجنسين في العالم. ويتزايد القلق حول آفاق الحلول في ظل الأزمة التي طال أمدها. بالإضافة إلى ذلك، وبسبب الأزمات الحالية، تشير الأدلة المستقاة من هيئة الأمم المتحدة للمرأة إلى أن عدد الوظائف المفقودة لدى النساء يبلغ 750,106 وظيفة، ومن المتوقع بالتالي أن ينخفض عدد النساء العاملات بنسبة 22%.
وفي هذا السياق، فإن الشراكة الجديدة مع حكومة الصين ستساهم في (1) تحسين سبل معيشة النساء والشابات والشبان العاملين في القطاعات الإنتاجية في لبنان؛ (2) بناء قدرات الشركات الصغيرة والصغيرة والمتوسطة والتعاونيات في إدارة الأعمال والتجارة الإلكترونية؛ (3) تعزيز مؤسسات خدمات تنمية الأعمال؛ (4) توسيع نطاق الوصول إلى الأسواق من خلال منصة للتجارة الإلكترونية؛ وفي (5) تسهيل الوصول إلى السوق الصينية.
"في الوقت الذي يعاني فيه لبنان من أزمات متعددة، تؤسس الحكومة الصينية شراكة مع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لبذل جهود فاعلة تهدف لتحسين الوضع الإنساني في لبنان، وبشكل خاص لتقديم الدعم للنساء والشابات والشبان الذين يعانون من تحديات اقتصادية. التجارة الإلكترونية ستسهّل التجارة والتمويل، وهي وسيلة فعّالة للشعب اللبناني لزيادة دخله وتحقيق التنمية المستدامة"، أكد تشيان مينجيان، سفير جمهورية الصين الشعبية لدى لبنان.
"هذه هي شراكتنا الأولى في لبنان مع حكومة الصين، ونتطلع إلى العمل معاً لتعزيز فرص كسب العيش في كافة أنحاء البلاد. ومن خلال توفير الفرص الاقتصادية والوصول إلى أسواق جديدة، سندعم النساء و والشابات والشبان للتخفيف من تأثير الأزمات المتعددة في لبنان، حتّى لا يتخلف أحد في الوراء"، أضافت سيلين مويرو، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
على مدى العقود الأربعة الماضية، كان برنامج الأمم المتحدة الإنمائي شريكا عالميا متميزا لحكومة الصين. ويركز عمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في إطار اتفاق "الشراكة المعززة" على عدّة مجالات رئيسية، من بينها قضايا التنمية العالمية ومشاركة القطاع الخاص. وبالإضافة إلى الشراكة مع حكومة الصين للتصدي للتحديات الإنمائية في الداخل، يتمثل هدف برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أيضا في دعم مساهمة الصين في تحقيق أهداف التنمية المستدامة من خلال التعاون فيما بين بلدان الجنوب وتبادل الخبرات.
لمزيد من المعلومات، يرجى الاتصال
في برنامج الأمم المتحدة الإنمائي – لبنان | رنا مغبغب | rana.moughabghab@undp.org +961 3