النور ضد الظلام، السلام ضد الحرب، الأمل ضد الصراع

20 سبتمبر 2024
object,holding,light,standing,dark,woman,man,computer,young,playing,street

النور هو الأمل. فالنور يبعث بضيائه لما حوله، يلهم الناس، ويقودهم في حلكة الطريق. في بلاد ما بين النهرين، كان النور رمزاً للأمل والمعرفة. إنه قوة إله الشمس، شمش، الذي يمنح البصيرة والمعرفة والحماية ضد الفوضى والظلام. إنه السلام ضد الحرب.  

ان محافظات نينوى، ديالى، صلاح الدين، الأنبار، كركوك، والعديد من المدن القديمة الأخرى في بلاد ما بين النهرين هي أماكن ازدهرت فيها أولى الحضارات، حيث تم تناقل الأساطير القديمة عبر الأجيال. في هذه المنطقة، استكشف جلجامش أسرار الحياة والموت، وسن حمورابي أول مادة قانونية، وتم تبجيل عشتار، إلهة الحب القديمة. شهدت هذه الأرض العديد من “الأوائل” في تاريخ البشرية. 

 

a close up of a light

 

أسفر اجتياح تنظيم داعش لهذه الأراضي  نزوح 4.9 ملون شخص ودمر المجتمعات، وهدم المدن القديمة، مما أثر على ملايين العراقيين. منذ التحرير في عام 2007، كانت الحياة صعبة ولكن بدأت المجتمعات بالتعافي تدريجياً وأخذت الجروح بالالتئام. ان الحصول على حياة سلمية وعادلة ومبهجة هي ما يرغب فيه ويستحقه سكان هذه المناطق العريقة. التعبير عن هذه الرغبة من خلال الضوء كان هدف مجموعة مميزة اجتمعت في أربيل، العراق. 

يعتبر التصوير الفوتوغرافي شكل من أشكال التعبير، ولا توجد طريقة للتعبير عن المكنونات الإنسانية  أفضل من تصوير الضوء والنور - رمز الأمل ضد الظلام. اجتمع  كل من آسيا، عبد الرحمن، آيات، نور الدين، زيد، حوراء، وشباب وشابات آخرين. من الأنبار، ديالى، صلاح الدين، نينوى، وكركوك، لتوجيه رسالة في اليوم الدولي للسلام.

 

لقطة شاشة لهاتف خلوي

 

"مهما بلغت التحديات، فإن وحدتنا هي قوتنا.  معاً نستطيع عبور أي بحر وتسلق أي جبل. السلام هو الأساس الذي نبني عليه مستقبلاً مشرقاً، حيث نحتفل باختلافاتنا ونعيش في وئام."

" تجلس حوراء سعد من جهة اليمين مع زوجها حيدر اركان جواد من جهة اليسار"

 

logo

 

كأفراد مجتمع متضرر من الصراعات الماضية وغزو داعش، فهم يتطلعون الى مستقبل مشرق، يلبي مطالبهم. معاً وظفوا الضوء لكتابة كلمة "سلام"، للتعبير عن رغبتهم في مجتمع خالٍ من الصراع - مجتمع يتمتع فيه الجميع بحقوق وفرص متساوية.

 


 أقيمت ورشة عمل التصوير الفوتوغرافي "السلام ضد الحرب" بمشاركة مجموعات الشباب والنساء التي أنشأها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لمساعدة النساء والشباب على المشاركة في جعل مجتمعاتهم أكثر أماناً وقوة. توجد هذه المجموعات في خمس مناطق في العراق تم تحريرها من غزو داعش: الأنبار وديالى وصلاح الدين ونينوى وكركوك. 

بتمويل من حكومة الدنمارك وحكومة كندا وحكومة ألمانيا، يعمل أعضاء هذه المجموعات معاً لحل المشكلات المتعلقة بالسلام، ومساعدة الناس على إعادة الاندماج في مجتمعاتهم، بل ويمتد عملهم ليشمل حلول لمعالجة التغير المناخي. يتم تدريب هذه المجموعات على مهارات مهمة مثل العمل الجماعي والقيادة ومشاريع التخطيط. بعد التدريب، تنفذ المجموعات مشاريع لمساعدة مجتمعاتهم، مثل تعليم الآخرين حول حقوق المرأة أو مساعدة المحتاجين. منذ عام 2020، أكملت المجموعات أكثر من 100 مبادرة مجتمعية، وساعدوا أكثر من 96,000 شخص، وما زالوا يعملون على 40 مشروعاً آخر اليوم.