كرة القدم في امساعد: هدف لصالح السلام!
31 ديسمبر 2023
تعد كرة القدم في ليبيا واحدة من أبرز الرياضات في البلاد، سواء كمتفرجين أو لاعبين في الملعب، لطالما كانت وسيلة لجمع الناس معًا، صغارًا أو كبارًا; شغفهم بلعبة كرة القدم لامتناهي، وبالنسبة لأهل امساعد، شرقي ليبيا، فالأمر لا يختلف.
لزيادة مشاركة الناس في الأنشطة الرياضية وتعزيز التماسك الاجتماعي في أقصى شرق البلاد، دعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بتمويل من الاتحاد الأوروبي بلدية امساعد لإعادة تأهيل المركز الرياضي وقسم العلاج الطبيعي بالمدينة. يوجد بالمحلية ملعب لكرة القدم، وملعب كرة قدم خماسي، وقاعة للعلاج الطبيعي، ومكاتب إدارية، وملعب يتسع لـ 600 شخص.
وركزت أعمال الترميم على إعادة تأهيل الهيكل، بما في ذلك أعمال البناء والتجصيص والأبواب والنوافذ والأرضيات والجدران، وأعمال تبليط الملعب، وتركيب تجهيزات صحية جديدة، وتحديث الشبكات والتجهيزات الكهربائية، وتركيب مقاعد الملعب الخارجية. أدت أعمال إعادة التأهيل إلى خلق فرص عمل مؤقتة، مما ساهم في تعزيز الاقتصاد المحلي.
نادي الأندلس: راعي المواهب الشابة لأكثر من ستة عقود
كان نادي الأندلس جامعًا للرياضيين الشباب المقيمين في المنطقة الشرقية من ليبيا منذ ستة عقود. وفقا للسيد صالح عماد، رئيس بلدية مساعد، تم بناء هذا الملعب من قبل المجتمع منذ حوالي 15 عاما بجهود ذاتية.
«على مدى 60 عامًا، كان على اللاعبين ممارسة الرياضة في مدينة طبرق التي تبعد 150 كيلومترًا». يقول السيد صالح.
ويضيف أحد المدربين، أحمد السنفاز: "لحسن الحظ، تمت إعادة تأهيل الملعب بالكامل الآن، مما يسمح لنا باللعب على أرضنا مرة أخرى. إنه يمثل علامة فارقة، حيث يمكننا الآن اللعب في مدينتنا دون الحاجة إلى السفر إلى مكان آخر."
الرياضة منفذا للجيل القـادم
يعتبر لعب كرة القدم في الشوارع ممارسة شائعة بين الشباب في ليبيا، والتي من المحتمل تكون خطرة بسبب حركة المرور، حيث يصعب على اللاعبين الوصول إلى ملاعب كرة قدم آمنة.
يقول منصور عبد الكريم لاعب الناشئين بنادي الأندلس:
“لم يكن لدينا ملعب مناسب للعب فيه. كنا نمارس الرياضة في الشارع والملاعب المؤقتة. لكننا الآن نلعب ونتدرب هنا."
النـادي يحيي ذكرى أعضاءه الذين فقدهم في درنة
ولم يسلم نادي الأندلس من كارثة الفيضانات الأخيرة، حيث فقد النادي اثنين من أعضائه في مدينة درنة التي تعرضت لخسائر فادحة في الأرواح والدمار في أعقاب مأساة عاصفة دانيال.
وفي هذا الصدد، يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بدعم التعافي وإعادة البناء في درنة والمناطق المتضررة في المنطقة الشرقية ويعمل بشكل وثيق مع السلطات المحلية لدعم جهود التعافي وإعادة التأهيل في درنة والمناطق المتضررة الأخرى.
الرياضة من أجل السلام
إن قدرة كرة القدم على تجاوز الانقسامات الثقافية والاجتماعية، وتعزيز الشعور بالوحدة والانتماء بين الأفراد، هي شهادة على قوتها كقوة موحدة. فأصبح الحب المشترك للعبة الكرة والسعي الجماعي لتحقيق الهدف والروابط التي تخلقها مصدرًا للصمود، مما يوفر لهؤلاء اللاعبين القوة والدعم للتغلب على الشدائد.
يتم تنفيذ هذه المبادرة بدعم سخي من الصندوق الاستئماني الأوروبي لأفريقيا من خلال برنامج "التعافي والاستقرار والتنمية الاجتماعية والاقتصادية في ليبيا بلديتي" الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالتعاون مع وزارة الحكم المحلي الليبية والبلديات المحلية والوكالة الإيطالية للتعاون الإنمائي (AICS) ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة (اليونيسيف).
يمكن للرياضة أن تكون بمثابة أداة قوية للتخفيف من الآثار السلبية للأزمات الإنسانية وتعزيز بناء السلام في بيئات ما بعد الصراع. عضو المجلس البلدي السيد نجية اللافي