نهلة وسالي تُمهّدان الطريق للمرأة اليمنية في قطاع التشييد والبناء
25 نوفمبر 2024
في الجبال الوعرة جنوب محافظة تعز باليمن، تُشرف نهلة على العمال وهم يرصفون الطرق بالحجارة، وفي مكان قريب، تُشرف سالي على مشروع مماثل لتعبيد الطرق. انضمت كلتاهما حديثاً إلى قطاع الأشغال العامة، مُثبتتين قدرتهما وكفاءتهما كمقاولاتٍ ماهرات، ما يمهد الطريق لمزيدٍ من النساء لدخول مجال البناء.
في فترة قصيرة، نجحت نهلة وسالي في تنفيذ مشاريع مهمة لرصف الطرق في مديرية المسراخ بمحافظة تعز، ضمن مشروعي تعزيز الحماية الاجتماعية في حالات الطوارئ ومواجهة فيروس كورونا ومشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي، اللذين ينفذهما برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع مشروع الأشغال العامة، وبدعم من البنك الدولي.
تقول نهلة عن رحلتها: "قررت العمل في قطاع البناء لأنني مهندسة، وقد أشرفتُ على مشاريع مختلفة لمؤسسة المياه والصرف الصحي في إب، وعملت بشكل وثيق مع المقاولين. هذا التجربة أثارت اهتمامي بهذا المجال." وتضيف: "تلقيت تدريباً من مشروع الأشغال العامة حول كيفية المنافسة في المناقصات، وكان هذا التدريب نقطة انطلاق لدخولي مجال البناء."
من جهتها، تقول سالي: "بدأتُ حياتي المهنية كمهندسة معمارية أعمل بشكل مكتبي على مشاريع استشارية. ومع ذلك، أتاح لي مشروع رصف الطرق فرصة للعمل الميداني، حيث تعلمت مهارات مهمة مثل شراء المواد وإدارة الموردين. لقد كانت تجربة غيّرت مساري المهني."
فازت نهلة وسالي -كُلاً على حدة- بعطاءات لرصف طرق مختلفة في نفس مديرية المسراخ بمحافظة تعز، كجزء من نهج التعاقد المجتمعي الذي اعتمده مشروعي تعزيز الحماية الاجتماعية في حالات الطوارئ ومواجهة فيروس كورونا ومشروع الاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي. تشاركنا نهلة: "فوزي بهذا العطاء كان نقلة نوعية. فتح لي نافذة أمل، مما سمح لي بتحقيق حلمي الطويل بالعمل في مجال البناء - المجال الذي أنا شغوفة به منذ سنوات."
الاستثمار في رأس المال البشري
نجاحُ نهلة وعزيمةُ سالي دليلٌ على اهمية بناء المهارات من خلال التدريب المهني. فمن خلال برامجٍ مثل برنامج التعاقد المجتمعي، تكتسب النساء المهارات التي يحتجنها لدخول مجالات صناعات جديدة، مما يُساهم في تغيير حياتهن وتحسين مجتمعاتهن. يعمل التعاقد المجتمعي على توظيف ودفع أجور أفراد المجتمع المحليين لتحسين بنيتهم التحتية الخاصة واستخدام الموارد المحلية قدر الإمكان.
يُعد التعاقد المجتمعي استثماراً راسخاً في رأس المال البشري، حيث يجلب دخلاً مستداماً ومهاراتٍ إلى المجتمعات المحلية. تؤكد نهلة: "التعاقد المجتمعي هو خطوة حيوية لتمكين النساء في قطاع البناء، حيث يوفر لهن فرصاً لتعلم المهارات واكتساب المعرفة المطلوبة في سوق العمل المحلي." تؤكد سالي ما قالتهُ نهلة، مضيفةً: "هذه المشاريع تعلمني مهارات جديدة وتُعدُّني لفرص مستقبلية في مجالات متنوعة."
بعد افتتاح مكتبها الهندسي الخاص، فازت نهلة بعطاء لرصف طريق في تعز، وتعزو نجاحها إلى عدة عوامل، بما في ذلك التدريب الذي تلقته. توضح نهلة: "دخلت هذا المشروع بطموح وعزيمة لأصبح مقاولة رائدة. هدفي هو تحقيق إنجازات تساعدني على الاستمرار في هذا القطاع، سواء كان ذلك في رصف الطرق أو مشاريع بناء أخرى."
غرس بُذور التغيير
تلتزم نهلة بتحسين مهاراتها، مستمدةً خبرة قيمة من الإشراف على المشاريع الصغيرة وإجراء الدراسات. تقول: "بصفتي مهندسة ذات خبرة في الإشراف على المشاريع، لم أواجه تحديات كبيرة في دوري كمقاولة." لكنها تلاحظ: "كانت هناك بعض الصعوبات الأولية، لكني تغلبت عليها بالمثابرة وقوة الإرادة."
تضيف نهلة: "تم تنفيذ أعمال رصف الطريق وفقاً للخطة المعدة مسبقاً. يبلغ طول الطريق المرصوف أكثر من 4,350 متراً، مما عاد بالنفع على القرى في منطقة الاقروض وسكان تعز على نطاق أوسع" وتشاركنا بفخر: "تم الانتهاء من المشروع خلال الـ 45 يوماً المحددة للإنتهاء منه، مما وفر وظائف لـ ـ23 عاملاً، بما في ذلك ثمان نساء عملن في الرش وزراعة الأشجار."
كما تُبرز نهلة التأثير الإيجابي للمشروع: "استخدمنا مواد عالية الجودة لضمان سلامة ما يقرب من 90,000 من أهالي القرى المجاورة يستخدمون الطريق. والأهم من ذلك، ساعدت هذه التجربة في إظهار أن النساء قادرات على العمل في مجال البناء."
تركُ أثرٍ لا يُمحى
عازمةً على ترك أثر دائم في مجال البناء، تركز نهلة على إثبات قدراتها. وتؤكد: "أخطط لمواصلة العمل في هذا المجال والاستثمار في المعدات اللازمة للتنافس والفوز بالمزيد من العطاءات."
ترى سالي أيضاً أن مشروعها الحالي هو خطوة تمهيدية، حيث توضح: "هذه التجارب تبني أساساً قوياً لمسيرتي المهنية"، معبرةً عن الفوائد طويلة الأجل للمشاركة في مشاريع التنمية المجتمعية.
تدعو نهلة إلى مزيد من الدعم للنساء المقاولات، مشيرةً إلى أن هذا الدعم ضروري للنساء للتغلب على التحديات والازدهار في هذا المجال. وتختتم قائلة: "الدعم ضروري لنجاح النساء كمقاولات."
بفضل مبادرات مثل التعاقد المجتمعي، يتم إشراك النساء مثل نهلة وسالي بشكل متزايد في أنشطة التنمية المحلية، بحيث يكتسبن المهارات اللازمة لتأمين سبل عيشهن والمساهمة في بناء مجتمعاتهن.
***
بتمويل ودعم من المؤسسة الدولية للتنمية التابعة للبنك الدولي، ينفذ برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن مشروعي تعزيز الحماية الاجتماعية في حالات الطوارئ ومواجهة فيروس كورونا والاستجابة لتعزيز الأمن الغذائي من أجل تعزيز الأمن الغذائي والقدرة على الصمود في اليمن، بالشراكة مع الصندوق الاجتماعي للتنمية، ومشروع الأشغال العامة، ووكالة تنمية المنشآت الصغيرة والأصغر.