سنوات من عدم الاستقرار الناجم عن الصراع ضد تنظيم داعش ادت إلى توسيع فجوات التوظيف في العراق، مما أثر بشكل كبير على الشباب والنساء العراقيين. يوجد حوالي 20 مليون عراقي مؤهلين للعمل، مع ذلك لا يزال هناك 2.5 مليون على الأقل عاطلين عن العمل.
ولمعالجة هذا الأمر، يدعم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي من خلال برنامج الاستجابة للأزمات وتعزيز الصمود، الانتعاش الاقتصادي للبلد بعد الصراع من خلال بناء مهارات وقدرات العمال وأصحاب العمل والحكومة. وكجزء من هذا المسعى أطلق برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع منظمة أيادي الرحمة مؤخراً تدريباً مهنياً تبعه ايضاً معرضاً للوظائف لأكثر من 100 عراقي وعراقية في الشرقاط والبعاج وصلاح الدين. لضمان شمول جميع فئات المجتمع، كان أكثر من 40 في المائة من المشاركين من النساء.
"لقد تعلمت الكثير من التدريب المهني الذي تلقيناه. صنعت الحلويات وبعتها في الحي الذي أعيش فيه. لقد لقي عملي استحساناً من قبل المجتمع المحلي“، هذا ما قالته فايزة علي الراوي، خريجة دورة التدريب المهني وخبازة معجنات في حي الخضرونية في الشرقاط. فايزة هي أم لخمسة أطفال وعملها هو مصدر الدخل الرئيسي لأسرتها.
خضع المشاركون لتدريب مكثف لمدة شهرين في مجال صناعة المخبوزات والخياطة والحدادة، وعلوم الحاسوب والهندسة الكهربائية، وتم إجراء التدريب من قبل مدربي وزارة العمل والشؤون الاجتماعية. وعند الانتهاء، تسلم المشاركون شهادات معتمدة من وزارة العمل والشؤون الاجتماعية في حفل تخرج للمشاركين.
قال عمر صبحي حسن البالغ من العمر 23 عاماً من الشرقاط في حفل التخرج من التدريب المهني: "لم أكن أعرف شيئاً عن فن الحدادة من قبل. تضمنت هيكلية الدورة نهجاً نظرياً وعملياً. عند الانتهاء من الدورة التدريبية، بدأت الآن بمشروع صغي للحدادة". جاءت هذه الفرصة في الوقت المناسب حيث كان عمر عاطلاً عن العمل سابقاً.
إلى جانب حفل التخرج، أقيم معرض للتوظيف لربط المشاركين بأصحاب العمل المعنيين. شيماء علي حمادة، متدربة في علوم الحاسوب، عرض عليها عمل عند الانتهاء من الدورة كعاملة صحة مجتمعية مع منظمة محلية غير حكومية. تقول شيماء: "حتى بعد الدراسة الجادة وإكمال درجة البكالوريوس، بقيت عاطلة عن العمل لسنوات. ولكن من خلال التوظيف والتدريب المهني، تمكنت من اكتساب المهارات ومقابلة أصحاب العمل في نفس الوقت. أنا فخورة بأنني كنت من أوائل الخريجين الذين حصلوا على فرصة عمل، ولدي الآن مصدر دخل موثوق به لإعالة أسرتي. هذا محفز للغاية لأنني أثق بقدراتي الآن".
مع وجود أكثر من 141,628 شخصاً ما يزال نازحاً في صلاح الدين، فإن توفير فرص العمل أمر أساسي لتهيئة بيئة مواتية وآمنة لعودة أكبر عدد من النازحين لمنازلهم. بالنسبة لإسماعيل صالح عبد، وهو أب لأربعة أطفال ومعيل وحيد للأسرة، فإن فرص العمل هي القوة الدافعة الرئيسية لإعادة البناء.”في البداية، كنت عاطلاً عن العمل ووجدت صعوبة في تغطية نفقاتي. بعد التسجيل في دروس التأسيس الكهربائي بدأت في تقديم خدمات معينة لسكان قريتي. أشعر بثقة أكبر واستقرار مالي. آمل أن أدخر أرباحي وأن واقوم بأنشاء مشروعي الخاص" هذا ما شاركه صالح معنا.
تم تنفيذ هذه النشاطات من خلال برنامج الاستجابة للأزمات وتعزيز الصمود في العراق التابع لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بالشراكة مع منظمة ايادي الرحمة بتمويل من الوزارة الفيدرالية الألمانية للتعاون الاقتصادي والتنمية، المقدم من خلال بنك التنمية الالماني. في عام 2021 ومن خلال هذه الشراكة من المتوقع أن يتلقى حوالي 25,000 شخص دعماً قصيراً ومتوسط الأجل لسبل العيش في الانبار وديالى وصلاح الدين ونينوى. حتى الآن، ومن خلال البرنامج، تم دعم 7000 نازح ولاجئ من خلال التدريب المهني وأكثر من 10,000 تدريب في مجال تطوير الأعمال.