اجتمع نحو 40 شخص قدموا من بيروت وجبيل والبترون وذوق مكايل لإجراء حوار مفتوح وبنّاء في وسط السوق القديم الشهير في بلدة ذوق مكايل، الكائنة في قضاء كسروان، لبنان. إذ نظّم مشروع "بناء السلام في لبنان" التابع لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في لبنان هذه الجلسة في 16 كانون الثاني/يناير في بيت الشباب والثقافة التابع لبلديّة ذوق مكايل. تبادل المشاركون الآراء بخصوص تداعيات الأزمة السوريّة على لبنان بالإضافة إلى قضايا أخرى متّصلة بالسلم الأهليّ في سياق العدد الجديد من ملحق المشروع. وساد جوّ في التوتر الإيجابيّ طيلة الجلسة.
وقد تم توزيع العدد السابع عشر من الملحق الذي يصدر بتمويل من الحكومة الألمانيّة، مع جريدة النهار بصيغته العربيّة، ومع جريدة الدايلي ستار بنسخته الإنجليزيّة و جريدة لوريان لوجور باللغة الفرنسيّة. وناقش العدد تداعيات الأزمة السوريّة على لبنان والعلاقة بين اللبنانيّين والسوريّين واعتمد مقاربات موضوعيّة خالية من الكراهية والتصوّرات الخاطئة.
وجمع النقاش المفتوح بالإضافة إلى المساهمين في إعداد الملحق، كتّاباً، وصحفيّين وإعلاميّين وباحثين وفنانّين مقيمين في لبنان وشارك فيه جمهور جديد ضمّ أعضاء المجلس البلديّ في ذوق مكايل وطلاب من الجامعات الخاصة والرسميّة، وجهات فاعلة محليّة(لبنانيّة وسوريّة) ومعلّمين وناشطين اجتماعيّين. وحظي المشاركون في إعداد الملحق بفرصةٍ لعرض مقالاتهم والاستماع إلى آراء القرّاء.
تجدر الإشارة إلى أنّها المرّة الأولى من صدور العدد الأوّل من الملحق في عام 2013، التي ينظّم فيها برنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ النقاش المفتوح في ذوق مكايل بعد أن نظّم لقاءات مماثلة في بيروت ومناطق أخرى في أنحاء لبنان.
وفي معرض تعليقها على هذا اللقاء، قالت مهى التي تدرس العلاقات الدوليّة وتقيم في البلدة بعد مشاركتها الجلسة: "أنا مسرورة للغاية لتنظيم جلسة من هذا النوع في ذوق مكايل وليس فقط في بيروت لأنّني أؤمن بأننا نحتاج إلى مناقشة قضيّة اللاجئين من منظور حقوق الإنسان والتغلّب على النظرة التي يشوبها بالوصم والشجب حين يتعلّق الأمر بهم".
بدوره تطرّق نائب رئيس بلديّة ذوق مكايل بيار الأشقر في مداخلته خلال الجلسة إلى الحاجة إلى تسليط الضوء على الحقائق وعرض الصورة الكاملة من وجهة نظر اللاجئين كما والمجتمعات المضيفة. وقال: "علينا أن نستمع إلى وجهات نظر جميع الأطراف المعنيّة" في معرض إشارته إلى التحدّيات التي تواجه البلدية بفعل وجود اللاجئين السوريّين في البلدة.
"هذا تحديداً ما يقدّمه الملحق"، وفقاً للأستاذ الجامعيّة المرموقة والناشطة والباحثة في مجال علم الاجتماع الدكتورة فهمية شرف الدين التي نُشرت مقالة لها في هذا العدد من الملحق. فبالنسبة إليها، يعتبر الملحق محور النقاش بمثابة وسيلة إعلاميّة متوازنة تبني الجسور وتخفّف استقطاب المجتمعات المنقسمة إلى مجموعات دينيّة وسياسيّة وإثنيّة".
شكّلت الجلسة فرصة لمناقشة محتوى المقالات مع مؤلّفيها كما ولتقديم توصيات واقتراحات لبرنامج الأمم المتّحدة الإنمائيّ في لبنان بخصوص الأعداد المقبلة من الملحق.