إنّ التحديات التي تواجهها المرأة في المجتمع تصعّب عليها الخروج من أدوارها التقليدية خاصةً في ظلّ جائحة كورونا والأزمة الاقتصادية. في إطار العمل على دمج "المساواة بين الجنسين" في النمو الاقتصادي اللبناني، نظّم برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، بدعم من ألمانيا عبر البنك الألماني للتنمية، جلسة تدريبية في منطقة كفرذبيان حول المساواة بين الرجل والمرأة هدفها زيادة الوعي عن دور ومشاركة المرأة في الحياة الاقتصادية بشكل عام وفي قطاع الزراعة بشكل خاص.
خلال الجلسة، تم تعريف وتحديد مفاهيم المساواة بين الجنسين والعوامل التي تساهم في تعزيزالعنف والتمييز المبني على النوع الاجتماعي عبر أمثلة منبثقة من الحياة والسلوكيات اليومية. كما وأنه وفي سياق الحوار، سلط المشاركون الضوء على بعض الأمثلة المتعلقة بالصور النمطية بين الجنسين مثلاً:" الرجال أقوى من النساء" التي قد تعيق المرأة عن صنع القرار في الحيز الخاص والعام والمشاركة المتساوية في المجتمع والاقتصاد والسياسة.
قالت إليان سلامة، البالغة من العمر ٢١ عاماً التي تعمل كشرطية في بلدية كفرذبيان وتشارك في أنشطة إدارة الغابات "هيدي الأدوار بتشكل تحدي لأن بعض الأشخاص بيعتبروها غير انثوية بس أنا بآمن إنو المرأة فيها تعمل كل شي."
العنصر الأساسي لمجتمع تسود فيه المساواة هو الإقرار بأن للمرأة نفس الحقوق التي يتمتع بها الرجل. تطرقت الجلسة التدريبية إلى هذه الحقوق والأسباب التي قد تعيق المرأة من الحصول على حقوقها في المجالين العام والخاص مثل الأنظمة والقوانين والسلوكيات والأعراف الاجتماعية التي تؤدي إلى تهميش المرأة وإقصائها.
يلعب الرجال دوراً أساسياً في تحقيق المساواة بين الجنسين وإنهاء العنف القائم على النوع الاجتماعي من خلال تحدي الأعراف والأفكار الشائعة وإحداث تغييرات في سلوكياتهم ومواقفهم الخاصة والمشاركة في دعم ومناصرة المساواة بين الجنسين.
"لازم نشوف نساء أكثرعم يشتغلو بوظائف غير تقليدية، الوظائف يلي بعد ما تعودوا اللبنانيين يشوفوا نساء فيا،" قال شربل بطيش، لاعب رياضي وبطل في ركوب الدراجات، "نحنا وعم نشتغل بالغابات، البنات والشباب بيعملو نفس المهام، منشتغل سوا ومنساعد بعض كفريق واحد لنحسّن بيئتنا ونستفيد من فرصة العمل."
أعطي المشاركين أمثلة واقعية عن العمل الناجح الذي أنجزته النساء في قطاع الزراعة والغابات في لبنان مما دل على عدم وجود أي قيود حقيقية لقدرات النساء والفتيات.
"لكل بنت عم تقول بدي هاجر ما عم لاقي فرص عمل، إنتِ لازم تخلقي لحالك فرص عمل وما تقولي هيدا بس للرجال لأن كل فرص العمل للتنين. كمان بنصح ما حدا يسافر لأن لبنان كتير بحاجة لفئة الشباب بهالمرحلة،" قالت ريبيكا زغيب، طالبة وشرطية في بلدية كفرذبيان.