الدعم التقني من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لوزارة المالية في لبنان

31 أغسطس 2023


بيروت، 24 اب 2023؛ أقام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ووزارة المالية حفلاً ختامياً بمناسبة انتهاء مبادرة الدعم المكثف الذي قدٌمه البرنامج للوزارة خلال مدة شهرين، وذلك من خلال الإستعانة بمتطوعين ومتطوعات من عنصر الشباب، لإعادة تفعيل الوظائف الأساسية في الوزارة وتعزيز استدامتها. وتأتي هذه المبادرة في إطار مساعدة تقنية طويلة الأجل والتي تم الإتفاق عليها في وقت سابق من هذا العام بين كل من وزارة المالية وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وذلك لتمكين الوزارة من تعزيز جباية الايرادات العامة وربط السياسات الضريبية بتحقيق أهداف التنمية المستدامة.

وقد أقيم الحفل الختامي في مبنى” الضريبة على القيمة المضافة “ في وزارة المالية، بحضور معالي وزير المالية، الدكتور يوسف خليل، والممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، السيدة ميلاني هاونشتاين، ممثلين عن الجهات مانحة، موظفي وزارة المالية، بالإضافة إلى المتطوعين والمتطوعات الذين قدموا الدعم للوزارة.

أثرٌت الأزمة الاقتصادية والمالية المستمرة بشكل كبير على عمل القطاع العام، مما أدى الى تراجع قدرة هذا القطاع على تقديم الخدمات الأساسية. فقد شهدت رواتب الموظفين تدهوراً كبيراً في قيمتها الحقيقية، كما أدى ارتفاع تكاليف الانتقال الى عدم قدرة هؤلاء العاملين على الانتقال من والى أماكن عملهم بشكل دائم. وعلى الرغم من التعديلات الأخيرة التي اقرتها الحكومة والتي طالت مستويات الرواتب والأجور ، إلا أن هذه الإجراءات تعد غير كافية لتغطية الارتفاع في تكاليف المعيشة. ويمكن القول أنه، في بعض الحالات، لا تعد التعديلات كافية لتغطية تكاليف الانتقال التي يتحملها الموظفون للوصول إلى أماكن عملهم. وقد أدت الأزمة الاقتصادية وتبعاتها المذكورة سابقا، بالإضافة إلى انتشار فايروس كورونا، إلى تراكم كبير في حجم المعاملات التي يصعب انجازها من قبل موظفي الادارة العامة، نظرًا لمحدودية الموارد المتاحة في الوزارة.

كنتيجة لهذه الأوضاع قام برنامج الأمم المتحدة الإنمائي ومن خلال برنامج القيادات الشابة (YLP)، بناءَ على طلب وزارة المالية، بالاستعانة بنحو 60 متطوعًا ومتطوعة من كافة أنحاء لبنان لتقديم الدعم التقني لوزارة المالية. وقد تم توزيع هؤلاء المتطوعين والمتطوعات على عدة مديريات في الوزارة، بما في ذلك مديريات الواردات والخزينة والمحاسبة العامة. وتم تكليفهم بمهام متنوعة بما في ذلك إدخال البيانات وترتيب الملفات والأرشفة والفرز ومقارنة الأرصدة، اضافة الى مهام أخرى. وقد كان لعمل هذه العناصر الشابة أثرا هاما في إعادة تفعيل الوظائف الأساسية في الوزارة مثل التسريع في عملية جباية الإيرادات، مثل ضرائب الأملاك المبنية التي لم تُحصّل منذ عام 2018. كما ساهم أيضا في  تسريع عمل المحاسبة العامة من خلال العمل على إغلاق حسابات للسنوات الثلاث الماضية. ومن خلال هذه المبادرة، تم تخصيص حوالي 5820 ساعة تطوعية خلال شهري تموز واب، وانجاز أكثر من 32 ألف معاملة ادخال معلومات.

"تعد هذه المبادرة متعددة الأبعاد؛ فهي تدعم القدرات المؤسساتية وتعيد تنشيط الوظائف الأساسية للادارة، مما يمكّن وزارة المالية من قيادة عملية التعافي الاقتصادي والإصلاح. من ناحية أخرى، تمكّن الجيل الشاب في لبنان وتزرع فيهم المسؤولية تجاه تحقيق التعافي للبلد، مما يؤهلهم للعب دور بارز في عملية استعادة التوازن الاقتصادي والاجتماعي. بالإضافة إلى ذلك، تساهم هذه المبادرة في جذب دعم المانحين المستقبلي من خلال استكشاف مبادرات مبتكرة وفعالة لمعالجة تداعيات هذه الأزمة التي لم يسبق لها مثيل" معالي وزير المالية، الدكتور يوسف خليل.

تتخطى هذه المبادرة كونها مجرد مساعدة تقنية فقط. فمن خلال تشريك متطوعين ومتطوعات من جيل الشباب، ساعدت هذه المبادرة على تمكين جيل الشباب في لبنان، وزرع روح الإنتماء والمسؤولية فيه مما يعزز من دورهم في عملية التعافي اقتصادي. كما قدم البرنامج لهؤلاء المتطوعين والمتطوعات مهارات تقنية قيمة وخبرة في المالية العامة، مما يزيد من فرص توظيفهم ويمكنًهم من لعب دور حيوي في استعادة التوازن الاجتماعي والاقتصادي في لبنان.

"تأتي هذه المبادرة كجزء من الدور الذي يلعبه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لتمكين الوظائف الرئيسية للقطاع العام، ودعم صمود المؤسسات واعادة احياء الخدمات العامة  وتعزيز عامل الثقة لا سيما في البلدان التي تعاني من أزمات والتي تتسم أوضاعها بالهشاشة. وتلعب وزارة المالية دورًا أساسيًا في عملية التعافي الاقتصادي، خصوصًا في تحقيق الاستقرار المالي، واستعادة ثقة المستثمرين والمواطنين بممؤسسات الدولة، وبتوزيع الثروة والأعباء بشكل عادل، اضافة الى دورها في تحقيق نمو اقتصادي شامل ومتوازن. من هذا المنطلق فان دعم وتعزيز دور المؤسسات الحكومية المسؤولة عن جباية الإيرادات العامة وتمكينها من أداء وظائفها بشكل فعًال هو أولوية وحاجة ماسة في الوضع الحالي" الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان، السيدة ميلاني هاونشتاين.

يعمل برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في لبنان منذ عام 1986 كشريك تنموي يدعم النهوض الاقتصادي، بما في ذلك العمل مع البلديات على تقديم الخدمات الأساسية في المجتمعات المضيفة، وتعزيز استخدام الطاقة النظيفة وإدارة النفايات الصلبة، وتعزيز الحوكمة وسيادة القانون، وتقديم الدعم للانتخابات، والعمل على تمكين المرأة والشباب.

لمزيد من المعلومات ولترتيب المقابلات يرجى الاتصال بـ:

في UNDP    رنا مغبغب      |  rana.moughanghab@undp.org |  +961 (3) 835 351        
________________________________________

برنامج الأمم المتحدة الإنمائي هو المنظمة الرائدة في الأمم المتحدة التي تعمل على مكافحة ظلم الفقر وعدم المساواة وتغير المناخ. بالتعاون مع شبكتنا الواسعة من الخبراء والشركاء في 170 دولة، نساعد الدول على بناء حلول متكاملة ودائمة للأفراد والعالم.