المرأة في الصدارة: سفيرات السلام في اليمن يُحدثن فرقًا
21 أبريل 2024
إن صوت المرأة ووجهات نظرها وتجاربها ضرورية لصياغة حلول شاملة ودائمة للسلام المستدام وتعزيز المصالحة الحقيقية. من خلال الاعتراف بالمرأة وتمكينها نحو دور أكثر شمولاً في المجتمع، نمهد الطريق لعالم أكثر عدلاً وإنصافًا وسلامًا للجميع.
يقوم مشروع الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني الذي يموله بسخاء مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية بدور محوري في دعم لجان السلام من خلال تزويدها بالأدوات والموارد الأساسية لحل النزاعات. وتهدف هذه المبادرة الاستراتيجية إلى تعزيز قدرة لجان السلام في اليمن على معالجة النزاعات داخل المجتمعات بفعالية وتعزيز الوئام والاستقرار في ظل الظروف صعبة. ومن خلال تزويد ست لجان للسلام في عدن (في المنصورة والشيخ عثمان) وحضرموت (في سيئون وتريم) ولحج (في طور الباحة والحوطة) بالمهارات والدعم اللازمين فإننا لا نعزز فعالية تلك اللجان فحسب، بل نعزز أيضا ثقافة الحوار والتعايش وبناء السلام في جميع أنحاء اليمن.
وفي سياق تسوية النزاعات وبناء السلام يكتسب التمكين من خلال التوعية والتدريب أهمية إضافية. وتمتلك المرأة رؤى ثاقبة لا تقدر بثمن بشأن الأسباب الجذرية للصراعات واحتياجات مجتمعاتهن المحلية. ومن خلال زيادة تمثيل المرأة في جميع مستويات صنع القرار بما في ذلك اللجان والمنتديات المكرسة لبناء السلام يمكننا الاستفادة من هذه الثروة من المعرفة والخبرة.
إنتصار سعيد تشغل وظيفة مدير عام مكتب وزارة التخطيط والتعاون الدولي ورئيسة لجنتين من لجان السلام في عدن. تعتقد إنتصار أن "عصر ما بعد الحرب يبشر بتحولات عديدة - وهو وقت يتطلب المرونة والقدرة على التكيف وفهم دقيق للظروف. وهو يدل على مرحلة مكرسة لبناء السلام والتعاون مع المجتمع والتغلب على تعقيداته بمرونة. فالمرأة تجسد بطبيعتها هذه الصفات، مما يجعل وجودها لا غنى عنه في لجان السلام".
تؤكد إنتصار قائلة: "التمكين يحدث من خلال الوعي وعندما يتم تمكين المرأة من خلال الوعي، تحدث تحولات ملحوظة." ولذلك، فإن تعزيز إدماج المرأة في المجال المدني، بدءًا من مبادرات المجتمع المحلي وحتى جهود بناء السلام الوطنية ليس مجرد مسألة تتعلق بالمساواة، بل هو ضرورة استراتيجية لتعزيز السلام والازدهار الدائمين.
تعتقد أحلام علي، عضو لجنة السلام بمحافظة لحج مديرية في مديرية الحوطة، أن المرأة اليمنية تمتلك القدرة على المساهمة بشكل كبير كقائدة في مساعي بناء السلام. وبالنسبة لها انه من الضروري دعم وتعزيز مشاركة المرأة في عمليات صنع القرار وضمان وجودها النشط في اللجان.
تقول أحلام: "تعزيز الوعي بالدور الحيوي الذي تلعبه المرأة في السلام أمر بالغ الأهمية. إن تشجيع مشاركتها النشطة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية في اليمن أمر بالغ الأهمية".
تشاركنا أحلام تجربتها التدريبية التي تعتقد أنها عززت قدراتها في مهارات القيادة والتفاوض وحل النزاعات؛ وبالتالي من الضروري تزويد المرأة اليمنية بالقدرات والموارد الكافية لتجعلها قادرة على تسوية النزاعات ولعب دور مهم في مجتمعها
تُعد مشاركة المرأة اليمنية في لجان السلام جانباً مهماً في الجهود الأوسع لتمكين المرأة ورفع مكانتها في المجتمع. ومن خلال توفير التمثيل العادل لهن وتشجيع المشاركة النشطة يمكن للنساء المساهمة بوجهات نظرهن وخبراتهن القيمة في عمليات صنع القرار المتعلقة بالسلام.
تؤكد آزال وضاح، مذيعة ومقدمة برامج في إذاعة محلية وعضو في لجنة السلام في عدن، أنه "لا يمكن تحقيق السلام أو استدامته بشكل كامل دون المشاركة النشطة للمرأة ومساهمتها وقيادتها".
تدعو آزال إلى زيادة تمثيل المرأة في مختلف اللجان، مشددة على أن رؤيتها لاحتياجات المجتمع وإمكانية وصولها إلى الأسر في محيطها تمكنها بشكل مناسب لفهم الصراعات وإيجاد حلول فعالة.
من خلال دورها كمقدمة برامج إذاعية، تناولت آزال العديد من قضايا المرأة من خلال دعوة ضيوف من خلفيات اجتماعية متنوعة بما في ذلك السياسيين، لمناقشة الحلول. وهي تعتقد أن مهاراتها في التفاوض مكنتها من تسهيل التقارب بين وجهات النظر المختلفة. بالإضافة إلى ذلك، فهي تدرك أن تعزيز معرفتها ومهاراتها ومنظورها في مجال السلام قد وفر لها ميزة التعاون مع الآخرين لتحديد الحلول بشكل جماعي والمساهمة في بناء مجتمع سليم..
تقول تيريز صدقة، عضو منتخب في المجلس المحلي وعضو في لجنة السلام في عدن: تلعب المرأة دوراً محورياً في تعزيز نمو المجتمع وتقدمه من خلال الجهود التعاونية مع مؤسسات الدولة والمنظمات الدولية. ومن خلال قيادة البرامج التعليمية وإعادة التأهيل المصممة خصيصًا للنساء والفتيات فإننا نسهم في ظهور قادة وأبطال المستقبل".
تعتقد تيريز أن المرأة اليمنية شاركت بنشاط في المهمة الشاقة المتمثلة في بناء السلام وساهمت بشكل كبير في المجتمع على الرغم من مواجهة العديد من التحديات. وتؤكد أن دورهن المحوري في أوقات النزاع يؤكد ضرورة إدماج المرأة كعضو فعّال في عمليات صنع القرار.
أدرك برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أهمية تسخير رؤى ومساهمات المرأة، التي لا تقدر بثمن، في تعزيز السلام المستدام وتعزيز التنمية العادلة في اليمن. وكجزء من هذا الالتزام، يهدف مشروع الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني، الذي ينفذه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي وبدعم سخي من مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنساني، إلى تمكين المرأة في لجان السلام. ومن خلال تزويد النساء بالفرص والأدوات اللازمة، يمكّن المشروع مشاركتهن النشطة في عملية بناء السلام.
يهدف مشروع "الحماية الاجتماعية لتقديم التماسك الاجتماعي للمجتمع اليمني" إلى المساهمة في الحد من الضعف وتعزيز قدرة المجتمعات المستهدفة المتأثرة بالأزمة في اليمن على الصمود والتماسك الاجتماعي من خلال خلق سبل كسب العيش المستدامة وتعزيز مبادرات بناء السلام. ويتم تمويل المشروع وبدعم سخي من قبل مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية. يستهدف المشروع الفئات الأكثر ضعفاً، بما في ذلك النساء والشباب واليمنيين العاطلين عن العمل والفئات المهمشة مثل المهمشين والنازحين والأشخاص ذوي الإعاقة في ست مديريات في محافظات عدن وحضرموت ولحج. ويشجع المشروع مشاركة مؤسسات المجتمع المحلي على المستوى المحلي في تحديد أولويات المجتمع وتنفيذ المبادرات التي تعالج الضعف في مواجهة الصدمات والأزمات.