على الرغم من تدني تمثيل النساء في العراق في المناصب التنفيذية و مجالس الإدارة وتشجيع قيامهن بأدوار تقليدية، ثمة مؤشرات متزايدة على حصول تقدم في تمثيلهن في المناصب القيادية. ومن خلال دعم برنامج الامم المتحدة الانمائي لتشكيل فرق شباب ونساء السلام في العراق، لوحظ تأثير المرأة العراقية في تحفيز فرق الشباب لإحداث التغيير وبناء أسس مستقبل أفضل.
آسيا، قائدة فريق شباب ديالى للسلام، ومريم عضوة الفريق، تناقشان تجاربهما وأهدافهما وتقدمان نصائح لقيادات المستقبل النسائية في العراق.
ما هي تطلعاتك المهنية؟
آسيا: أريد أن أصبح عضوة في البرلمان.
مريم: أنا حاصلة على بكالوريوس فيزياء وأريد تأسيس شركة خاصة بي.
هل كان لديك اهتمام بالقيادة ومساعدة الآخرين؟
آسيا: سابقا لا. ولكنني كنت قد تعرضت للعنف الأسري، وقد غيرت تجربتي هذه نظرتي إلى العالم ومشاعري نحو الحياة ودفعتني للرغبة في مساعدة الآخرين.
مريم: لا. فقد عانيت عندما كان عمري 12 عاماً من مشكلات جسدية ونفسية دفعتني إلى السعي للتغيير. كنت بحاجة إلى مساعدة طبية ولم أرغب بتحميل أسرتي، وهي من الطبقة المتوسطة، مزيداً من المسؤوليات، فقررت أن أتحمل المسؤولية وأكون قوية كي أساعد نفسي.
أنت مشاركة في فريق شباب ديالى للسلام الذي يدعمه برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في العراق. كيف كانت تجربتك في العمل مع الشباب الآخرين في محافظة ديالى؟
آسيا: لدي فريق متطوعات خاص بالنساء يدعى "نساء حالمات". عادات وثقافة ديالى تقضي بعدم تواصل النساء مع الرجال بسهولة. كان تركيزي على العمل مع الشابات مع انتظار فرصة للعمل مع كلا الجنسين. أمضيت ثلاث سنوات أعمل مع النساء فقط، ثم جاءت الفرصة لتشكيل فريق شباب بدعم من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي. شعرت بتطور المجتمع نحو بيئة أكثر ملاءمة لعمل كلا الجنسين معاً، وأنا الآن مؤسسة وقائدة لفريق ديالى للسلام.
مريم: بدأت العمل متطوعة وحيدة ضمن فريق من الرجال في عام 2014. وتمكنت بدعم من أسرتي من التغلب على عقبات عديدة تتعلق بنظرة المجتمع إلى عملي مع الرجال فقط. إذا قارنا عام 2020 بعام 2014، نجد أن ديالى تطورت كثيراً وأصبح عمل النساء بين الرجال أكثر قبولاً. وقد شجعت الاحتياجات الناجمة عن وباء كوفيد-19 النساء على زيادة المشاركة في العمل التطوعي في مجتمعاتهن.
ما نصيحتك للشابات الراغبات أن يصبحن قائدات في العراق؟
آسيا: العمل التطوعي مهم للمجتمع ويجب نشر مفاهيمه منذ الطفولة المبكرة. لكن على النساء أن يدركن أن بعض الرجال قد يتصرفون بعقلية منفتحة لكنهم فعلياً لا يدعمون ذلك. أدعم دائماً القيادات النسائية والعمل التطوعي، لكن أنصح العراقيات بتوخي الحذر والانتباه لأنفسهن. العمل التطوعي طريق رائع لتقدم المرأة في المجتمع.
مريم: هناك أمران على النساء بذل الجهد فيهما إن أردن أن يصبحن قائدات في المستقبل. الأول هو الثقة بالنفس، والثاني تشجيع أفراد الأسرة على الثقة بهن. أعتقد أنه علينا إقناع أسرنا بأننا نقوم بأعمال صحيحة وأن عملنا لن يعرضنا للأذى. على النساء أن يدعمن بعضهن بعضاً، ونصيحتي هي إيجاد امرأة أخرى تدافع عنك عندما تواجهين مصاعب.
العراق أرض غنية بالثقافات والموارد، لكنه واجه سنين طويلة من المصاعب والحروب. ما هي رؤيتك لمستقبل العراق؟
مريم: هذه إجابة ثلاثية الأبعاد. نحن بحاجة لحرية حقيقية في الكلام والتعبير لكل العراقيين كي يقبلوا بعضهم بعضاً، بغض النظر عن خلفياتهم وتنوعاتهم، وأن يكون للشباب دور حقيقي في صنع القرار. وبذلك كله سيكون للعراق مستقبل زاهر.
آسيا: أرى مستقبلاً مشرقاً للعراق. فأقوى فئة في مجتمعنا هم الشباب. وإذا تم تمكين الشباب وإشراكهم في صنع القرار، سيصبحون قوة دفع لمجتمع جديد.
تدعم حكومة الدنمارك فرق شباب ونساء للسلام.